يُعد البريد الإلكتروني واحد من أهم قنوات التواصل الموجودة الآن. لكن هل لديك أدنى فكرة عن كيف كان التواصل قديمًا قبل وجود الإنترنت والحقبة التكنولوجية .. دعنا نكتشف ذلك سويًا.
في العصور القديمة، اعتاد الناس أن يتواصلوا من خلال الوثائق المكتوبة التي تنتقل من شخص إلى آخر منذ أيام اختراع الكتابة. أول نظام مرتب لتوزيع هذه الوثائق عُرف في مصر واستخدمه الفراعنة لتسجيل المراسم والأحداث في أراضي الولايات.
خلال هذه الفترة، كانت مهنة الكاتب معروفة على نطاق واسع وامتدت حتى وصلت إلى الهند والصين وغيرها من الأماكن، للعديد من السنوات استمر الناس العاديين في الذهاب إلى الكُتاب لكتابة رسائلهم.
عندما تصل الرسائل إلى وجهتها النهائية ، يستلمها الناس من الكَتبة المحليين، وفي مقابل المزيد من العملات النقدية كان يقوم الكَتبة بقراءة تلك الرسائل. ولا يعني أن انتشار الأمية في ذلك الوقت أن تلك الرسائل لا أهمية لها ( وبالمثل، يمكن للناس الإستفادة من الإنترنت دون الحاجة إلى الوصول إليه بأنفسهم).
في القرن 12 الميلادي شيد السلطان نور الدين أبراج الحمام في القاهرة ودمشق، حيث كان يستخدم الحمام في حمل الرسائل من القاهرة إلى المدن البعيدة مثل بغداد (العراق في العالم الحديث). يعتبر من أنظمة الاتصالات واسعة النطاق، التي تستخدم الحمام الزاجل لربط المدن التي تبتعد عن بعضها بآلاف الكيلومترات.
الحمام الزاجل لعب دورًا هامًا في الحرب العالمية الأولى والثانية من خلال نقل الرسائل التي أنقذت الكثير من الجنود والمدنيين. منحت إحدى تلك الطيور المعروفة باسم "GI Joe" ميدالية ديكن للشجاعة من قِبل رئيس بلدية لندن لإنقاذ أكثر من 1000 جندي بريطاني في الحرب العالمية الثانية.
بعد ذلك ظهرت الخدمات البريدية ولكنها لم تكن بشكلها التقليدي المعروف لدينا. في القرن الأول أنشأ أغسطس كورسس بوبليكوس "Cursus Publicus" والتي كانت سلسلة من المحطات على طول الطريق الذي يربط بين مناطق العالم الروماني، وكانت تستخدم لنقل ليس فقط الرسائل وإنما المسؤولون والإيرادات الضريبية. علي مدى عقود، تطورت الخدمة من كونها تستخدم فقط من قِبل الأباطرة إلى أن شملت عامة الشعب، كان هذا في القرن 17 عندما جعل تشارلز الأول "Charles I" الرسائل الملكية متاحة للجميع.
في عام 1775، أدرك الناس أن النظام الملكي لم يكن عادلًا وغاليًا في نفس الوقت وهذا ما دفع المستعمرين إلى إنشاء خدمة البريد في الولايات المتحدة الأمريكية المعروف ب ( USPs).
تباينت طرق تسليم البريد على مر السنوات، بداية من ركوب الخيل إلى القطارات والسيارات ومؤخرًا البريد الجوي في عام 1911.
وكان البريد رئيس الإتصالات حتى بعد ظهور التلغراف. وحتى ظهور الإنترنت في عام 1991 ومعه ظهرت أسرع وأفضل وسيلة إتصال وهي البريد الإلكتروني.
كان إمتدادًا لكل تلك القنوات المختلفة من الإتصالات، لذا لم يكن إختراع جديد في الأساس إنما كان تطورًا لكل الطرق القديمة. طرحت هذه الفكرة لأول مرة للجمهور في عام 1965 في جامعة إم آي تي "MIT
ثم أرسل أول بريد إلكتروني بواسطة راي توملينسون "Ray Tomlinson" علي أرابينت "ARPANET".
حقوق الطبع والنشر للبريد الإلكتروني تنسب إلى شيفا إداوري "Shiva Ayyadurai" الذي أخترع أول محاكاة إلكترونية واسعة النطاق من نظام البريد المشترك داخل المنظمات والذي يتكون من: صندوق الوارد، المجلدات، المرفقات … وما إلى ذلك. وفي أغسطس 1982، حصل شيفا إداوري على اعتراف رسمي أنه مخترع البريد الإلكتروني من الحكومة الأمريكية في عام 1978.
بحلول عام 1971، كان البريد الإلكتروني الأكثر فاعلية من الخدمة البريدية لأنها عملية أكثر ديناميكية ولا تأخذ الكثير من الوقت. ونتيجة لذلك في عام 1977، أي بعد 7 سنوات، ذكرت الولايات المتحدة البريدية أن البريد الإلكتروني يعتبر تهديدًا لها.
أثناء العام الأول من الإنترنت، كان البريد الإلكتروني متاحًا فقط للأشخاص المنتمين إلى مجموعات محددة: كطلاب الجامعات الذين يستخدمون البريد الإلكتروني الخاص بجامعتهم أو الموظفون القادرون على استخدام البريد الإلكتروني الخاص بشركاتهم. المجموعة الثانية كانت مقيدة بشكل ما حول كيفية استخدام البريد الإلكتروني في التواصل. لكن كل هذا تغير بعد ظهور "HoTMaiL" في عام 1996 كأول نظام للبريد الإلكتروني على شبكة الإنترنت ومن خلاله أصبح البريد الإلكتروني متاحًا للجميع. وبعد عام في 1997، قامت مايكروسوفت بشراء هوتميل بحوالي 400 مليون دولار وأطلقت عليه "MSN Hotmail" وفي نفس السنة أُطلق" Yahoo"!
البعض مازال يتساءل "هل مازال البريد الإلكتروني يستخدم حتى اليوم ؟"، الإجابة بالتأكيد نعم! بل هناك زيادة هائلة في مستخدمي البريد الإلكتروني، ويمكن ملاحظة الأمر بسهولة من خلال العودة إلى الوراء حتى عام 1978 عندما كان هناك حسابان فقط للبريد الإلكتروني في العالم بأكمله مقارنة بالدراسة التي قامت بها مجموعة راديكاتي "Radicati Group" التي أوضحت أن إعتبارًا من يناير 2017 سيكون هناك أكثر من 3.7 بليون مستخدم للبريد الإلكتروني في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية العام. من المتوقع أن يزداد مستخدمي البريد الإلكتروني إلى 2.9 بليون مستخدم في عام 2019 (المصدر: Statista, 2016) هذا يعني أن ما يقرب من 54% من العالم يستخدمه.
حوالي 205 بليون رسالة بريد إلكتروني ترسل يوميًا وهذا يعني أن ما يقرب من 204 مليون بريد إلكتروني يرسل كل ثانية أي 74 تريليون بريدًا يرسل في العالم. وهذا ضخم للغاية!
هذه الإحصائية لم تجيب فقط علي السؤال إنما أثبتت أن البريد الإلكتروني واحد من أفضل القنوات التسويقية التي يمكن أن تستفيد منها الأعمال التجارية في زيادة المبيعات، جذب العملاء الجدد والاحتفاظ بهم.
في البداية كان البريد الإلكتروني أداة للتواصل للأغراض التجارية والأكاديمية، ثم أصبح بعدها وسيلة للتواصل الشخصي بين الأصدقاء والأقارب وحتى الأشخاص الذين لم يتقابلوا من قبل. وعندما أدرك المسوقون أن الكثير من المستخدمين يقضون وقتهم في استخدام البريد الإلكتروني كأداة للتواصل بدأوا في التحول تجاهه كوسيلة للتواصل الفعال مع العملاء.
انتشر مصطلح التسويق عبر البريد الإلكتروني على نطاق واسع وكان يصف رسائل البريد الإلكتروني المستخدمة في إرسال الرسائل التجارية إلى العملاء سواء الحاليين أو المحتملين أو السابقين. وعمومًا يمكننا أن نطلق مصطلح البريد الإلكتروني على أي رسالة غرضها كسب ولاء المستهلكين، مما يجعل من السهل التعرف على العلامة التجارية أو للقيام بزيادة الوعي تجاه العلامة التجارية.
التسويق عبر البريد الإلكتروني يتجاوز أكثر من المحتوى الجيد والتصميم الفريد لأنه يصل مباشرة إلى البريد الوارد للمستهلك، أنه عن احترام الثقة التي منحها لك المستهلك كي تصل رسالتك إلى بريده الورد.
استخدام وسائل التواصل الإجتماعي لنشر رسالتك تجعلها عامة وغير محددة؛ لأنها تظهر للجميع على عكس البريد الإلكتروني الذي يحدد إلى من تقدم رسالتك، من خلال استهداف فئة محددة على أساس المعلومات الديموغرافية العمر والنوع و المكان وسلوك المستهلكين من خلال ما قاموا بشرائه سابقًا، موقعهم في رحلة المشتري Buyer journey، البريد الإلكتروني الذي فتحوه مسبقًا والروابط التي ضغطوا عليها، وبذلك تستهدف احتياجاتهم واهتماماتهم مما يعمل على زيادة معدل التفاعل و المحادثات التي تجري مع المبيعات. فالأسلوب القديم المعروف ب " Spray and pray" لم يعد مناسبًا الآن ؛ لأنه قائم علي إرسال نفس البريد الإلكتروني إلى جميع المشتركين سواء يناسبهم ذلك أم لا، وبذلك من الممكن أن تظل رسالتك في البريد الوارد ولن يراها أحد، فالأفضل أن تركز جهودك علي إرسال الرسالة إلى الشخص المناسب في الوقت المناسب.
أنت من تحدد كيف يرى جمهورك المستهدف ما تقدمه، لذا مع كل بريد إلكتروني ترسله لهم يعرفونك أكثر و تزيد من التركيز على هويتك التجارية . وبذلك يرتبط الجمهور بما تقدمه من عروض وتصبح أول شيء يفكرون فيه عندما يحتاجون لخدمة أو منتج تتشابه مع ما تقدمه، مما يحولهم من مستهلكين عاديين إلى مستهلكين ذو ولاء للهوية التجارية ومن الممكن أن يصل الأمر إلى مساعدتك في الترويج لها. وذلك كله من خلال المحتوى جيد و تصميم و استراتيجية مناسبة البريد الإلكتروني.
يكفي أن تضغط علي زر "Forward" كي تشارك المحتوى والعروض وكل ما هو جديد في رسالة البريد الإلكتروني المرسلة إليك، مشاركة الرسائل الإلكترونية مع الأصدقاء والمتابعين تزيد من مصداقية الهويات التجارية.
البريد الإلكتروني يسمح بأن تختبر النتائج حتى قبل أن ترسل رسالتك من خلال المعاينة . في الماضي كان من الصعب قياس نتائج البريد الإلكتروني بفاعلية لذا لم يكن هناك تعريف كاف للأسواق المستهدفة.
هذه الأيام اختلف الوضع تمامًا. أصبح هناك الكثير من أدوات القياس تستخدم داخل البريد الإلكتروني. أيضًا، لابد من معرفة ما نحتاج لقياسه لكي نحسب مدى كفاءة ما نقوم به ( مثل: كم عدد الذين فتحوا البريد الإلكتروني، كم عدد من ضغط على الروابط وما هي الروابط الأكثر نقرًا، كم عدد الشكاوى التي وصلت عن البريد الغير مرغوب فيه ، ما هي التحويلات التي تتم من الضغط على الرابط حتى ملأ الإستمارة وإتمام الصفقة). يمكن أيضًا أن تستخدم البريد الإلكتروني كي تعرف ما الذي يجذب العملاء أكثر وما الذي يريدون معرفته أكثر.
في السابق لكي ترسل البريد الإلكتروني عليك أن تتحمل نفقات الطباعة، التوزيع ورسوم البريد والتي كانت كثيرة باعتبار أنك ترسل الآلاف من الرسائل لكي تخبر جمهورك بمنتج جديد تطلقه أو عرض علي منتج سابق. الأسوأ، أن بعد كل تلك التكاليف قد لا يصل البريد في يد المستهلك في الوقت المناسب. اليوم ليس عليك أن تقلق بشأن ذلك. كل ما تحتاجه هو ضغطه من الزر، لا مزيد من تكاليف الطباعة أو رسوم البريد، فقط زيادة في العائد من الاستثمار ROI.
هو فقط لا يوفر المال لكنه يوفر الوقت. تخيل أنك تحتاج إلي أن تتصل هاتفيًا بحوالي 1000 مستهلك أو أكثر لكي تقدم لهم عرضًا مميزًا، بالطبع سيأخذ الكثير من الأيام لكي تنجز هذه المهمة. البريد الإلكتروني يساعد على الترويج للمنتج خلال بضع ساعات، وبذلك تقلل من المجهود، لأن إرسال رسائل إلى المشتركين لا يتطلب الكثير من الأشخاص مثل المبيعات عبر الهاتف.
إذا فكرت في استخدام البريد الإلكتروني من أجل الإعلان عن العروض الجديدة، ليس هناك الحاجة إلى استخدام "long tail"؛ لأن بمجرد الضغط على زر الإرسال فأنت بالفعل قد وصلت إلى الجمهور المستهدف، على عكس المبيعات عبر الهاتف وإعلانات البريد التي تأخذ وقتًا طويلًا كي تصل إليهم ووقت أطول لكي تحصل على رد منهم.
الأمر لا يتعلق بالمحتوى المناسب الذي يقدم قيمة فقط ؛ لأن البريد الإلكتروني يهتم بالمستهلكين في المقام الأول. فكلما عرفت معلومات أكثر عن من تستهدفهم كلما كانت رسالتك محددة وفعالة ، يمكن أن تذهب إلى أبعد من استخدام اسم المستهلك مثلا يمكن أن ترسل له عروض خاصة في عيد ميلاده أو تربط رسالتك الشخصية ب الصفحة المقصودة الشخصية "personalized landing page".
إنشاء الحملات التسويقية من خلال البريد الإلكتروني أسهل بكثير ولا تستهلك الكثير من الوقت علي عكس الحملات الإعلانية، كما أنها تساعدك بالاقتراب أكثر من جمهورك المستهدف بشكل منتظم وبأقل تكلفة. لكن تأكد أنك تفعل ذلك بالشكل الصحيح حتي لا تتعرض لمشاكل البريد الغير مرغوب فيه.
يعتبر استخدام البريد الإلكتروني في التسويق حلًا ثانويًا للبعض لكن بالنسبة للشركات التي تقوم علي إعادة التدوير أو المنظمات التي تهتم بالبيئة فإن استخدامه من أفضل الوسائل مقارنة بالوسائل الأخرى التي قد تؤدي إلى تدمير البيئة.
أوضحت دراسة قامت بها Hubspot أن 53% من الأشخاص يفضلون استخدام الهاتف المحمول عند تفقدهم للبريد الإلكتروني وذلك يعني أن المستهلكين يبحثون عن المصادر المتنقلة. الغرض من إنشائك لحملة تسويقية هو الوصول إلى الجمهور المستهدف أينما كانوا. إذا كنت تعتمد على الإعلانات التلفزيونية أو اللوحات الإعلانية للوصول إليهم أو حتى وسائل التواصل الإجتماعي فإن جزء كبير من الأشخاص قد يفوتهم المنتج أو الخدمة.
هل سبق لك وجربت طريقة تحول المستهلكين نحو شراء شيء ما مباشرة بواسطة ضغطتين؟! حسنًا، البريد الإلكتروني يفعل ذلك، من خلال العبارات الجذابة التي تحث المستخدم على اتخاذ إجراء ما والرسائل ذات الصلة يمكن أن توجه المستهلكين نحو الشراء منك بدون أي تأخير. فمثلا عبارات تحفيزية مثل " اتصل بنا الآن" تدفع القارئ إلى اتخاذ رد فعل محدد.
إذا لم يعجبك اللوحات الإعلانية أو إعلانات التلفاز لا يمكنك أن تذهب إلى الشركة وتطلب منهم أن يقوموا بحذفها. فهذا لا يحدث في الواقع! لكنه يحدث فقط في البريد الإلكتروني.
في حالة أن المستهلك لا يفضل ما تعرضه يمكنه بسهولة إلغاء الإشتراك. قد يبدو هذا كخسارة بالنسبة لك لكن ماذا تفعل بعميل غير مهتم ؟ فالأفضل أن يغلي المستهلك اشتراكه معك بدلًا من أن تبدو رسالتك مزعجة بالنسبة له.
يتوقع المستهلكون أن تصل إليهم رسائل عن العروض من خلال البريد الإلكتروني. حسب دراسة قامت بها أدوب "Adobe" في أغسطس لعام 2015، والتي أظهرت أن 63% من المستهلكين مازالوا يفضلون إستلام العروض خلال البريد.
علي الرغم من أنه مازال هناك تحديًا في إيصال الرسائل "deliverability" إلا أن دراسة حديثة قامت بها إيكونسالتينسي "Econsultancy" أظهرت أن الوكالات المحترفة وأيضًا المسوقون عبر المنزل يعتمدون على البريد الإلكتروني وبذلك أصبح لديهم ROI بنسبة تقدر ب 80% و 73% لكل منهما على الترتيب. ولهذا السبب بدأت بعض الشركات تتجه نحو البريد الإلكتروني بعدما حققوا 23% من إجمالي المبيعات من خلال استثمار 16% فقط.
من الواضح أن مستقبل البريد الإلكتروني في إزدهار، لكن على المسوقين أن يجدوا أفضل طريقة لقياس كفاءته وبالتالي يزيد من ROI والتي تأتي من زيادة في قاعدة بيانات للمستخدمين والتعمق في السوق.
يختلف تطور التسويق عبر البريد الإلكتروني عن تطور البريد الإلكتروني ذاته، حيث يتناول الأول كيفية استخدام البريد الإلكتروني عبر السنوات في ترويج المنتجات و زيادة المبيعات و تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء حقيقين.
تاريخ التسويق عبر البريد الإلكتروني غني بالكثير وذلك يوضح كيف للبريد الإلكتروني أن يصبح من أقوى القنوات التي تستخدم في التسويق. منذ أن قام راي توملينسون "Ray Tomlinson" بإرسال أول بريد إلكتروني في عام 1971، الكثير من التغييرات حدثت بعدها بدايةً من غاري ثيرك "Gary Thuerk" ( أب الرسائل غير المرغوب فيها) الذي استخدم البريد لكي يروج لماكينات DEC والتي كانت أنظمة جديدة من الفاكس في 1978. وقد طلب من مساعده كارل غارتلي "Carl Gartley" أن يرسل بريدًا إلكترونيًا إلي 400 مستخدم عبر ARPANET. هذه التقنية حصدت 13 مليون من قيمة المبيعات وذلك يعتبر رقمًا كبيرًا في ذلك الوقت.
في1991، أُطلق ما يعرف "Hotmail" والذي سمح للعديد من الأشخاص أن يكون لهم بريد إلكتروني خاص بهم مما مكن المسوقين من الحصول علي منصة جديدة من قطاع الأعمال إلي قطاع المستهلكين B2C.
في 1998، بدأت الرسائل الغير مرغوب فيها في الظهور مع زيادة عدد رسائل البريد الإلكتروني الترويجية إلي مستوي مزعج مما جعل قانون حماية البيانات يتبع طريقة جديدة تشتمل على حرية إلغاء الإشتراك لتقليل الشكاوي التي انتشرت كظاهرة في ذلك الوقت حتى كلمة الرسائل الغير مرغوب فيها أضيفت إلى قاموس أُكسفورد الإنجليزي "Oxford English Dictionary".
وفي الثمانينات، قدمت IPS طرق لحماية مشتركين البريد الإلكتروني من الرسائل الغير مرغوب فيها مما جعل مهمتهم أصعب.
في 2003، أُدخلت أنظمة وقواعد أكثر صرامة مثل قانون "CAN-SPAM" موازيًا لأنظمة الخصوصية والاتصالات الإلكترونية في أوروبا التي تحدد قواعد أذونات التسويق "marketing permissions". في السنة التالية، تم تقديم إطار سياسة المرسل "sender policy framework" التي توفر التحقق من صحة البريد الوارد للحد من الرسائل الغير مرغوب فيها. في نفس الوقت "AOL" بدأت تسلم الآراء إلى مقدمي خدمات البريد الإلكتروني لمساعدتهم في تحسين الكفاءة لتجنب مشاكل الرسائل الغير مرغوب فيها، بعدها Yahoo وHotmail طوروا من برنامج الآراء الخاص بهم لمراقبة الآراء بطريقة أفضل. في تلك الحقبة، تحول التسويق عبر البريد الإلكتروني من إستراتيجية "Spray and Pray" إلى إستراتيجية تبتعد عن الرسائل الغير مرغوب فيها؛ لأنهم يريدون للبريد الإلكتروني أن يكون أكثر ملاحظة، وهذا ما حاول أن يفعله المسوقون في 2010.
في 2009، أعلنت "Return path" أن ما يقرب من 30% من رسائل البريد الإلكتروني التجارية المرسلة إلى المستخدمين لا تصل إلى البريد الوارد لذا على المسوقين أن يغيروا من الطريقة التي يتبعونها للحفاظ على مكانة البريد الإلكتروني عند المستخدمين أو سينتهي بهم الأمر أن يصبحوا ضمن الرسائل الغير مرغوب فيها.
في نهاية 2010، 48% من البريد الإلكتروني اتجهت إلى تلك الطريقة الجديدة.
في 1992، ظهرت الهواتف الذكية مما سهل على الجميع الوصول إلى البريد الإلكتروني من أي مكان تقريبًا ونتيجة لذلك ازداد عدد مستخدمي البريد الإلكتروني.
يمكنك ببساطة أن تلاحظ العلاقة من خلال مقارنة إحصائيات مبيعات الآيفون في 2011 - التي تخطت 100 مليون جهاز- وبين الازدياد السريع في عدد مستخدمي البريد الإلكتروني الذي ارتفع إلى 75% من خلال الهواتف الذكية.
في 2006، أُطلق الفيسبوك واتخذ مكانه لنفسه في وقت قصير كواحد من أقوى قنوات التواصل الإجتماعي. في بدايته كان يعتبر منصة شخصية حتى بدأت بعض الشركات إستخدامه كقناة للتسويق في نهاية عام 2007.
وهذا جعل وسائل التواصل الإجتماعي في مقارنة مع البريد الإلكتروني، وحث المسوقون على أن يبدأوا في جمع المعلومات والأرقام لكي يحددوا أي الطرق أفضل وأعلى كفاءة. وبهذا ظهرت أهمية التحليلات والبيانات مما جعل استراتيجية التسويق أكثر فاعلية.
التسويق عبر البريد الإلكتروني أصبح أفضل من ذي قبل وذلك بفضل الجهود التي قام بها المسوقون على مر السنوات. بالرغم من أنها قد تختلف من حملة بريد إلكتروني إلى أخرى إلا أن هذه المميزات هي ما تشكل البريد الإلكتروني اليوم. بداية من رسائل البريد الإلكتروني التي تحمل الصور إلي الفيديوهات المرفقة والتي تزيد من معدل فتح المستخدم للبريد الإلكتروني بنسبة 19%.
مؤخرًا انضمت ملفات GIF مع وجود العديد من العروض والدعوات والأحداث التي تجعل الرسالة أكثر تفاعلية وشخصية. أبل أيضًا ساهمت في تشكيل مظهر البريد الإلكتروني، عندما قدمت عرض شبكية العين أثناء إطلاقها لآيفون 4 مما أحدث صورة في أسلوب عرض الصور.
يتنبأ الخبراء بأن التسويق عبر البريد الإلكتروني لديه القدرة على البقاء أكثر من الفيسبوك وأي قناة تسويق آخري بحوالي أكثر من 10 سنوات. وفقًا لدراسة أجريت من قِبل "litmus"، المستهلكون الذين تتراوح أعمارهم بين 25-34 سنة توقعوا أن فرصة البريد الإلكتروني في البقاء حوالي 72.1%وعموما 70% من باقي المجموعات المختارة بأكملها يعتقدون أن البريد الإلكتروني سيستمر في النمو، في حين أن 67.6% يعتقدون ذلك للفيس بوك.
أظهرت الدراسة أيضًا أن مستقبل البريد الإلكتروني كأداة تسويقية سيكون أكثر تنظيمًا وفاعلية. على سبيل المثال، ُيتنبأ بأن البريد الإلكتروني سيكون أكثر تنظيمًا للقراء إعتمادًا على المعلومات المجمعة حول سلوك المستخدمين. لذا لن يتطلب الأمر بعد الآن أن تظهر رسائل البريد الإلكتروني وفقًا للتحديثات التي تجري عليه وإنما وفقًا لاحتياجات ومتطلبات المستخدمين.
البريد الإلكتروني سيكون أكثر تخصصًا من خلال الإستفادة من كل شيء من المعلومات و الموقع و السلوك و التفضيلات من أجل توصيل الرسالة في سياقها الصحيح.
ووفقًا ل"litmus"، حوالي 13% يوافقون بشدة علي أن جميع رسائل البريد الإلكتروني ستكون أوتوماتيكية من حيث المحتوى (عنوان الموضوع، الصور، الروابط…. وغيرها) وكل ذلك سيتم التحكم فيه في المستقبل. ليس فقط المحتوي الذي سيكون أوتوماتيكيًا بل سيمتد إلى عملية التقسيم لكي تجعل العملية أسهل. وفقًا لبحوث التسويق عبر البريد الإلكتروني معظم الشركات أما أنها لا تستخدم التقسيم أو تستهدف من 4: 6 شرائح.
خلال الخمس سنوات القادمة، سوف يساعد البريد الإلكتروني القنوات الاخرى على النجاح من خلال التفاعل معهم لإرسال المزيد من الرسائل المخصصة.
البريد الإلكتروني جزء حيوي من التجارة الإلكترونية وصناعة التجزئة للشركات سواء الكبيرة أو الصغيرة. ربما في المستقبل، المشتركون لن يضطروا إلى مغادرة البريد الوارد من أجل إكمال عملية الشراء وذلك سيكون تطور كبير في تجربة المستخدم.
يقول ديف تشافي "Dave Chaffey" المنصات تتطور إلى أبعد من السحب والإفلات إلى المكتبات التي تنشأ أتوماتيكيًا نمط الحياة".
مستقبل التسويق عبر البريد الإلكتروني من حيث الأرباح في ازدياد، حيث 46.5% من المتنبئين يؤيدون أنه نظرًا للتغيرات الهائلة التي تحدث في البريد الإلكتروني سوف تزيد من ROI بحلول عام 2020. الجمع بين كل هذه المميزات الجديدة يجعل البريد الإلكتروني قناة تسويقية ممتازة.
وجود وسائل التواصل الاجتماعي جعلت المسوقين يستفيدون منها بجانب البريد الإلكتروني. وقد أثار ذلك سؤالًا " ما هو الأفضل وسائل التواصل الإجتماعي أم البريد الإلكتروني؟!" ببساطة، هذا المفهوم خاطئ لأن لا يوجد ما يسمي أفضل قناة للتسويق؛ لأن الفكرة كلها تتمحور حول أي قناة تستخدمها، متى، أين ولأي غرض.
وسائل التواصل الإجتماعي والبريد الإلكتروني يختلفان كليًا عن بعضهما البعض بحيث لا يمكن لأحد منهم أن يُستبدل بالآخر كما أن لكل واحد شيء يميزه ، لذا لا تحل واحدة محل الأخرى وهذا التنوع هو ما يحتاجه عالم التسويق.
على سبيل المثال، يتفوق مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي من حيث المشاركة لأنها منصة أكبر و تحتوي على محتوى أقل مناسب للمشاركة.
البريد الإلكتروني عادة يكون رسميًا على عكس وسائل التواصل الإجتماعي التي تتسم بأسلوب المرح ولهذا ما يدفعها نحو الترفيه. لذا إذا كنت تفضل أن تعرض الخدمة أو المنتج الخاص بك بطريقة عفوية ،وسائل التواصل الإجتماعي هي أفضل طريقة لهذا.
كما قلنا سابقًا أن البريد الإلكتروني هو أكثر إحترافا وتناسبًا للشركات. على سبيل المثال، إذا أردت أن ترسل لأحد المستهلكين نموذج أوليًا من منتج ما لن ترسله من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، حتى لو تحدث عنه من خلالها ، بالنهاية سترسل له بريدًا بالتفاصيل.
واحدة من امتيازات التي يقدمها البريد الإلكتروني هو أن الرسالة دائمًا موجودة -إذا لم يقم المستخدم بحذفها- على عكس وسائل التواصل الإجتماعي والتي يختفي فيها المحتوى بمجرد التمرير لأسفل.
استخدام وسائل التواصل الإجتماعي مع البريد الإلكتروني تعمل بفاعلية أكثر، على سبيل المثال: