ترجع أصول هذه الحركة الى مجهودات ثلاث من المفكرين البريطانيين وهم أوجيستوس باجن augstus pugin ( 1812- 1852 ) وجون راسكن john ruskin ( 1819 – 1900) ووليام موريس William morris ( 1838 – 1896 ) وغلب على الثلاثة نزعة الفكر الاشتراكى والذى ينادى بالقيام بدور اخلاقى من اجل المجتمع وذلك من خلال توفير ادوات الحياة اليومية لكافة الطبقات والبعد عن الاستغلال تحت اقدام الطبقة الغنية.
ومن أهم تعاليم موريس هو أن الحس الفنى يجب أن يتوافر فى جميع المنتجات وان تتوافر فى المنتجات خاصية المتانة والاستمرار كما رأى ان الفن ليس ترفا لفئة معينة كالطبقة الغنية والقادرة بل يجب ان يكون ضرورة من ضروريات الحياة وان يخدم قطاع عريض من الشعب.
لقد الهمت أفكار هذه الحركة العديد من المدارس التي جاءت بعدها مثل buhaus, De stijl, Art Nouveau ويمكن القول أن الحركة كانت مقدمةً لحركة الحداثة في الفنون فيما بعد.
ان اهم الانتقادات التى وجهت الى حركة الفنون والحرف هو إغراقها فى النزغة التاريخية التى تجلت من خلال تبنى الحركة للطراز القوطى وهذا يتعارض مع روح العملية التصميمية لكونها عملية ترتبط بالمستقبل وتعبر عن روح العصر.
وقد سمى هذا الاتجاه بالفن الجديد والذى عرف فى فرنسا بالارت نوفو art nouveau وتعنى طراز الشباب أم فى إنجلترا فقد عرف بالفن الجديد new art.
تميز الطراز الجديد بالاشكال المتموجه والزخارف ذات الخطوط المتموجة والمتدفقة كما ظهر طابع هندسى للفن الجديد تمثل فى استخدام اشكال هندسية وزخارف فى شكل خطوط هندسية متعامده او ذات زوايا قائمة ومن اهم رواد اتجاه الفن الجديد من فرنسا ( هيكتور جومار hector guimard وإميل جالية emile galle ومن بريطانيا تشارلز رينى ماكنتوش Charles rennie makintosh وارثر مكموردو artur mackmordo ومن ألمانيا هنرى فان دى فيلده henry van de velde يوسف ماريا أولبريش josef Hoffmann olbrich.
لم يستمراتجاه الفن الجديد كثيرا حيث اصبح طرازا خاصا للطبقات الغنية فى أوروبا مما أدى الي عدم انتشارة ( استمر اتجاه الفن الجديد من عام 1890 وحتى الحرب العالمية الاولى 1914 ).
تأسست حركة دى ستايل فى هولندا من خلال مجموعة من المصممين والفنانين كان ابرزهم ثيو فان دوسبورج ( 1883 – 1931 ) theo van doesburg وكان المنظر الاساسى للحركة ومعه فنان التجريدية بيت موندريان piet Mondrian وبجانبهما انضم ايضا المعمارى ياكوبوس أود Jacobus oud والمعمارى جيريت ريتفيلد gerrit rietveld.
كما عرف هذا الاتجاه باسم اخر وهو التشكيلية الجديدة neo-plasticism واتخذ هذا الاسم من عنوان كتالوج لمعرض لها افتتح فى باريس فى العامل 1920.
وقد جذبت دى ستايل اهتمام فنانين ومصممين ومعماريين اصبحوا لهم فيما بعد دورا هاما فى تطور الفن والتصميم ومن بين هؤلاء فالتر جروبيوس مؤسس مدرسة الباوهاوس ولوكوربوزبيه واللذان اقتنعا بوجهة نظر دى ستايل فى التبسيط الشديد فى الاشكال كما اثرت دى ستايل على مناهج تعليم الفن و التصميم التى أعدتها الباوهاوس فيما بعد .
وتتلخص الاهداف الرئيسية لهذه الحركة فى تبسيط الفن ليصل الى اعلى درجات التجريد المطلق ومن ثم عمدوا الى اختزال الاشكال لتصبح مربعة او مستطيلة بينما الصبح اللون مقصورا على الالوان الاساسية وبجانبها الابيض والاسود والرمادى والتى تم استخدامها فى إيقاعات ( خطوط) مستقيمة رأسية وافقية كما كان من أهداف حركة دى ستايل الجمع بين الفن والتصميم.
تعتبر مدرسة الباوهاوس او محاولة عملية لتنظيم الافكار الخاصة بالعلاقة بين الفن والحرف والصناعة داخل إطار أكاديمى منهجى وتعنى باوهاوس " بيت او دار " البناء وتلخص هذه التسمية العلاقة بين العمارة والفنون التطبيقية حيث يعتبر بناء بمثابة الحاوى الرئيسى لكل أنشطة الفنون.
وقد أسس المعمارى والتر جروبيوس walter Gropius المدرسة فى مدينة فايمر فى عام 1919 واستمرت فى أداء رسالتها حتى عام 1933 حين أغلقت ابوابها تحت ضغط النظام النازى فى عهد هتلر.
عمدت الباوهاوس منذ البداية الى تجنب النزعة التاريخية فى معالجة اشكال المنتجات وعدم استخدام الزخارف بشكل مفرط واعتمدت كليا على التجريد الهندسى وعلى استخدام الاشكال والمجسمات الهندسية الاساسية وهى بذلك تهدف الى تراث عالمى يتخطى حدود المحلية ويمكن تطبيقة فى ثقافات مختلفة وقد صيغت فلسفة التعليم على الناحية الوظيفية والعناية بها.
وادى نظام دراسة التصميم وفق المنهج الاكاديمى للمدرسة الى نتائج مبهرة وابتكارات غير مسبوقة فى مجالات تصميم الأثاث والخزف والإضاءة والنسيج والعمارة وديكور المسرح.
وقد امتد تأثير الباوهاوس الى مناطق عديدة من العالم حيث استغيرت مناهجها ومجالات دراستها لتصبح نموذج يحتذى به ويعتبر الامتداد الحقيقى للباوهاوس فى امريكا حيث هاجر اليها كثير من اعضاء هيئة التدريس بها هربا من الحجم النازى الشمولى وكا لجروبيوس دور هام فى تطوير العمارة فى امريكا حيث عمل استاذا للعمارة فى جامعة هارفاردز.
انطلقت هذه الحركة في الخمسينات من ألمانيا وسويسرا، وجوهر هذه الحركة انتشر واسعاً حول العالم، وظلت كحركة قوية لمدة عقدين من الزمن، وظل تأثيرها مستمراً في التسعينات. لقد كانت الخصائص البصرية في هذا الأسلوب تقوم على أساس وحدة التصميم الناتجة عن الاختلاف في العناصر من جهة، والمبنية على شبكة (Grid) محسوبة رياضياً من جهة أخرى.
الصور في هذه الحركة ظهرت بشكل موضوعي حيث عبرت عن الواقعية وعدم المبالغة في الادعاءات التي عادة ما تكثر في الإعلانات التجارية، كما أن استعمالات أسلوب الطباعة (Sans Serif) يعبر عن روح التواصل الزمني، وتلك الشبكات الهندسية (Grids) هي من أقوى وسائل تنظيم المعلومات بطريقة متوازنة ومنسجمة.
هذا من الناحية البصرية، أما من ناحية مضمون التصاميم في هذه الحركة فقد عبرت وبقوة عن مشاكل المجتمع ونشاطاته، حيث أن التعبير عن التجارب الشخصية للمصمم رفض كليا من قبل المجتمع، في المقابل فقد لاقت التجارب العامة في السياسة والعلوم الاستحسان من قبل الكثيرين، فالمصمم في هذه الحركة يعي تماماً أن دوره ليس كفنان يعبر عن أحاسيسه الخاصة، بل هو بمثابة وسيلة لنشر المعلومات الهامة بين أفراد المجتمع.
إن فترة الانضباط بالنسبة إلى هذه الحركة تعود أكثر من أي وقت مضى إلى إيرنست كيلر ( 1891- 1968 ) فقد اعتقد كيلر أن الحل للمشكلة المعروضة في التصميم يجب أن يأتي من محتوى التصميم، وليس بالضرورة أن يطرح الحل من خارج التصميم.
الموجة الأولى للتصميمِ الحديث في أمريكا إستوردت من قبل المهاجرين الموهوبين القادمين من أوروبا والذين هربوا من المناخ السياسي المتمثل بحكم الحزب الواحد، إلى المناخ السياسي المتحرر في أمريكا. استفاد الأمريكيون من التصاميم الأوروبية وأضافوا أشكال ومفاهيم جديدة إلى التصميم الجرافيكي التقليدي، وبعكس التصميم الأوروبي الذي تميز بشدة تنظيم العناصر، كان المصمم الأمريكي يحاول التخلص من تلك القيود النظرية الصارمة لينتج تصاميماً تتميز بقوة الأشكال و بواقعية تنظيم الفراغ في التصميم.
إن الثقافة الأمريكية القائمة على الرأسمالية والتراث العرقي المتنوع و التحرر أضافت الكثير من المفاهيم الجديدة على تصميم الجرافيك الحديث، والتي لم تكن موجودة في تصميم الجرافيك الأوروبي. ومن رواد هذا المبدأ الجديد بول راند ( 1914- 1996) حيث تمتع بالقدرة معالجة الشكل البصرى ( شكل – لون – فضاء – خط – قيمة ) عن طريق تقليل العناصر والتركيز على جوهر التصميم من خلال استعمال الرموز، بدون الانتقاص من قيمة التصميم ومدلولاته.
إن مدرسة نيويورك قد ظهرت في تاريخ التصميم الجرافيكي والتي كان أساسها الحداثة الأوروبية أصبحت عامل مهيمن ومؤثر جداً في التصميم الجرافيكي في فترة الأربعينات والخمسينات، وتوسعت هذه الحركة لتواكب التطورات الاقتصادية والتكنلوجية المختلفة.
يشير مططلح الحداثة فى التصميم والعمارة الى منجزات مدرسة الباوهاوس ومن بعدها الاتجاه نحو الوظيفة اى ان يجوز الاداء العلمى للمنتجات او العمارة معظم اهتمام عملية التصميم .
اما اصطلاح " ما بعد الحداثة " فقد ظهر فى عام 1971 لوصف اشكال التعبير الجديدة التى طرأت على الادب وفروعة وسرعان ما استخدم هذا المصطلح فى العمارة والتصميم على يد الناقد تشارلز جينكس Charles jenks والذى أراد من خلال هذا المصطلح تقديم وصفا للاتجاه الجديد الذى بدا من اواخر السبعينيات من القرن العشرين .
ومن اهم فنانى اتجاه ما بعد الحداثة روبرت فينتورى Robert venture ومايكل جريفز Michael graves وجماعة ممفيس Memphis ويجدر بالاشارة ان جماعة ممفيس لم تتخذ هذا االسم لدلالته المصرية القديمة وإنما تم اختيار الاسم تيمنا بمدينة ممفيس الامريكية.
لقد اضافت ما بعد الحداثة فى مجال تصميم المنتجات ابعاد جمالية تمثلت فى اللون والشكل وهى بذلك تختلف عن الباوهاوس التى ركزت معظم اهتماماتها على القيمة الوظيفية وكذلك على أشكال هندسية محددة مثل شكل المربع حتى ان بعض نقاد الباوهاوس أطلقوا عليها اسما حركيا وهو " ديكتاتورية المربع " .