الطبيعة هى المعلم الأول للمصمم، و المصدر الرئيسى الذي يستمد منه الأفكار لخلق تصاميم فريدة. فكما قال هربرت ريد:
إن الطبيعة هي المحك الوحيد للبحث عن الشكل.
فالإبداع ليس حكراً على أحد ولا يتطلب الكثير من الخبرة أو الموهبة بل هو نتيجة الاستلهام الجيد و الذى يمكن أن يبدأه المصمم بالنظر إلى ما حوله و التدرب على الملاحظة ثم ممارسة ذلك بشكل تلقائى فيما بعد. و كلما تمعن المصمم فى الطبيعة زدات قدرته على استخلاص الأفكار و أثر ذلك على معارفه و إدراكه.
فالطبيعة هى مصدر الالهام الأساسى لما تحتويه من عناصر مختلفة مثل الخطوط والمساحات والأشكال والملامس و الألوان و غيرها و تخضع هه العناصر جميعها لقوانين الطبيعة التى يغلب عليها قانون النمو الأزلى مما يصعب عملية الحصر على الإنسان لاختلاف الأشكال و الانماط بصورة دائمة. ولأن المصمم يقضى معظم وقته فى الاستلهام، نجد أن معظم المصممين يتمتعون بحساسية شديدة عن غيرهم من حيث إدراك الأشكال و ما تحمله المعانى.
يمر المصمم بعمليتين خلال عملية استلهام الطبيعة وما بها من ثراء:
و كلما كانت البيئة المحيطة بالمصمم جذابة، شجعه ذلك على أن يعكس جمالها بطريقة مبتكره و تلقائية. و مع ظهور العديد من الأبحاث العلمية فى القرن العشرين، تمكن المصمم من كشف عدة جوانب للطبيعة لم يكن يدركها من ذي قبل.
فالطبيعة لم تعد تعنى المظاهر والأشكال الخارجية فقط، و إنما القوانين والانظمة التي تحكم سائرالكائنات الحية و النباتات بداية من المظهر الخارجي و حتى أدق الخلايا و الجزيئات. و بذلك تطور مفهوم الطبيعة ليشمل جميع القوى المسيطرة على الكون.
و باختلاف البيئة من البر إلى البحر يختلف مفهوم الطبيعة نسبة إلى كل مصمم. فكل عنصر من البيئة المحيطة مثل اوراق الأشجار وقواقع البحر يحتوي على عدة أسس مختلفة من التصميم تنعكس فى نظامه. فمثلاً قد تتشابه امواج البرح فى هيئتها و لكنها لا تتطابق مثلها مثل بصمات الإنسان و غيرها من عناصر النظام.
و بتأمل الطبيعة الدائم، توصل الإنسان إلى أساسيات العلوم المختلفة و ذلك يعنى أن عملية الإبداع تبدأ باكتشاف الطبيعة بشكل تلقائي و من ثم يتبع ذلك مرحلة الإبداع الإنساني و هو ما يمكن تلمسه فى كافة إنجازات الفن.
و العين المبدعة ترى فى الطبيعة العديد من التصميمات المختلفة والتي تكون على درجة كبيرة من النظام والدقة و المهمة الأساسية للمصمم هى اكتشاف العلاقات ما بين هذه العناصر و الاختيار من بينها وإعادة صياغتها بما يُحقق هدفه التعبيرى و بذلك يضع أنسب الحلول للمشكلات التصميمة.
و يميل الإنسان بطبعه إلى النظام لما يشعره به من ارتياح. فمنذ بداية الخلق و حتى الآن؛ يسعى الإنسان إلى تواجد نظام فى كافة نواحي حياته مما جعله يكتسب عادات مثل الترتيب والتصنيف والتنسيق ليستخدمها فى محاولة فهمه للعناصر المحيطة به والاستفادة بها.
نتيجة لتنوع الطبيعة المرئية الملحوظ، تُعد هى المكان الأمثل للبحث عن عناصر التصميم المختلفة. هذا بالإضافة إلي الطبيعة غير المرئية و التي تمكن العلماء من ملاحظة دقائقها و الكشف عن الكثير من أسرارها باستخدام المجاهر و العدسات المكبرة والتى كشفت عن الكثير من العلاقات و النماذج التي لم تكن مرئية بالعين المجردة.
وعناصر الطبيعة وما تنطوي عليه من نُظم و قوانين هى البداية لأي مصمم يبحث عن الإلهام. و قد يجرب المصمم متغيرات متعددة فى البداية ثُم يلجأ إلى تثبت متغير واحد على الأكثر. فمثلاً؛ قد يستخدم المصمم المربع كوحدة أساسية فى التصميم مع تثيبت مساحتها و لونها و تغيير حركاتها و تكراراتها فقط. فمثلاً يُمكن أن يزيد من كثافتها فى بعض أجزاء العمل الفني و يقلل منها فى الجزء الآخر.
ولعلك تشعر الآن بأهمية الدور الذي تلعبه الطبيعة والمناخ فى بناء النظرة الجمالية وانعكاسها على الإبداع الفني. إليك بعض المواقع الهامة التي سوف تُساعدك فى عملية الاستلهام من الطبيعة:
ومن المصادر الأخرى التي يستلهم المصمم منها الافكار هي مشاهدة أعمال المصممين الآخرين وهناك بعض المواقع المفيدة فى ذلك مثل: