التدرج البصري

من المفاهيم التي لابد أن تتواجد فى أي تصميم هي التدرج البصري و الذي يساعد العين عن طريق إنشاء مدخل يمكنها رؤية  التصميم من خلاله كما يساعد فى تنظيم المحتوى و ترتيب أولوياته و غظهار المعلومات ذات الأهمية اولاً.

وهناك بعض الأساليب التي تمكننا من إنشاء تدرج بصرى فعال

استخدام الحجم

العناصر ذات الأحجام الكبيرة داخل التصميم دائما ما تثير الاهتمام ، فيمكننا تكبير حجم العنصر بالنسبة للعناصر الأخرى لإعطائه أهمية بصرية. ومن ناحية أخرى يمكننا تصغير بعض عناصر التصميم التي ليست لها اهمية كبيرة يجعلها أقل وضوحا.

استخدام اللون والتباين

ولإحداث تدرج بصري عن طريق التباين يمكننا الكتابة باستخدام ألوان مثل الأحمر والأصفر وعندها يصعب على العين أن تفوت النر إلى مثل هذه الكلمات. فالألوان الساخنة مثل الأحمر والأصفر والبرتقالي و هي ألوان تجذب النظر أكثر من الألوان الباردة مثل الأزرق و الأخضر. عند استخدام الألوان الساخنة و البارده معاً فإن ذلك يزيد من تباين التصميم، و لكن عند تركيز المصمم على لون واحد مع استخدام درجاته المختلفة، فإن ذلك يجعل التصميم متماسكاً بصرياً و يحقق مبدأ الوحدة بدلاً من التركيز على جزء معين.

إنشاء تدرج بصرى فى الكتابات

عند احتواء التصميم على كمية كبيرة من النصوص، يمكننا توزيع المحتوى على ثلاث مستويات من اجل تحقيق التدرج البصري و هذه الطريقة تنطبق على أى نوع من انواع التصميم منها المجلات، الكتب، والمواقع الالكترونية ...وغيرها.

فى المستوى الأول نضع المحتوى الاكثر أهمية و الذي جيب أن يكون واضحاً عند النظر إلى التصميم.

و فى المستوى الثانى نضع المعلومات التي تتعلق بالمستوى الاول و التي لابد ان تكون واضحة أيضاً ولكن بصورة أقل حتى يسهل ذلك حركة العين أثناء تنقلها من مستوى إلى آخر.

و فى المستوى الثالث عادة ما نضع باقي تفاصيل الموضوع مما يجعل حجم الخط صغيراً لكن مع مراعاة قابلية القراءة و يكون هذا المستوى الاكبر من حيث حجم النص الموضوع.

اختيار التصنيف المناسب لخطوط الكتابة

عن عمل تدرج بصرى للكتابات لابد من اختيار شكل خطوط الكتابة المناسبة من تصنيفات ( serif – sans serif – script  ) واختيار وزن الحرف ( styles ) المناسب مثل (  bold- regular- italic)، لكسر الملل وجذب الانتباه فى التصميم.

وعند استخدام أي من هذه التصنيفات لابد أن نراعي الشخصية المستقلة لكل منها. فمثلاً، يعبر تصنيف serif  عن التقليدية و تصنيف sans serif  الحداثة و التغيير بينما تصنيف script  فيعبر عن المرونة و الليونة و لابد للمصمم الواعي اختيار التصنيف الذى يتماشى مع الهوية التجارية التى يعمل عليها او دمج تصنيف أو أكثر إذا تطلب التدرج البصري ذلك.

استخدام الفراغ

المساحات البيضاء ( الفراغ ) بين العناصر أو حولها من أكثر مبادئ التصميم التى يهملها بعض المصممين لعدم معرفتهم بأهميتها. وهناك اعتقاد خاطئ عند بعض المصممين ، انه لابد من ملء جميع الفراغات داخل التصميم ولكن على العكس تماماً. إن ترك هذه المساحات يساعد على تنظيم المعلومات و تحقيق التوازن مما يترك للعيم مجالاً للتنقل دون إجهاد.

ملخص ما سبق فى هذا الكتاب

بالإضافة إلى فهم المصمم  لعنصر الوحدة فى التصميم ، فإن أنواعا أخرى تحقق الوحدة منها التكرار والتنوع ، لدفع الملل من خلال إدراك كل العناصر البصرية فى التصميم كأجزاء متجاورة فى إطار كلى واحد.

كما يعد عامل الحركة أحد أسس التنظيم المهمة التى يراعيها المصمم سواء فى تضاد الاتجاه الذي يحقق الجاذبية أو وفقا لحركة العين داخل التصميم.

كما ينبغى الأخذ فى الاعتبار عامل التوازن الذي يمنح التصميم درجة كبيرة من الجمال والراحة النفسية للمشاهد من خلال الاتزان المحوري حول محور مركزي بتوزيع العناصر الثقيلة حول مركز التصميم بشكل دائري أو شبه دائري ، ولابد ايضا ان يضع المصمم فى حسبانه الإيقاع كأحد أسس التصميم المهمة التى تعطى احساس الانسجام وعدم النشاز.

كل هذا سوف يصل بنا إلى تحقيق التدرج البصرى فى التصميم وهو من المبادئ المهمة الواجب تحقيقها فى اى تصميم ، لتوجيه المشاهد للعناصر المهمة في التصميم ثم الأقل أهمية لتحقيق رسالة موضوع التصميم.

فلابد لدارس التصميم التحلي بالصبر والإصرار على التعلم والنظر للتصميم كعلم والتعرف على الجانب النظرى والتدرب عليه للحصول على المهارة المطلوبة فى عملية التصميم.