دراسة أسس التصميم لها دور كبير فى العملية التصميمية ، وتؤدي إلى تنمية قدرات المصمم الذهنية والحسية ، ليربط فيما بين النظريات العلمية والعناصر الحسية لديه والاهتمام والتركيز على جوانب المهارات المختلفة التى تعتمد على الخبرة والتجريب .
فتمثل أسس التصميم الهدف الجمالى الذى يحاول المصمم تحقيقة ، ليعكس الغرض الجمالى والوظيفى من العمل المُصمم ، ولابد من مراعاتها بالصورة التي توصل الرسالة الفكرية أو الجمالية التي يؤديها العمل الفني المُصمم .
وهذه الأسس هى :
عندما يقوم المصمم بأى ترتيب لعناصره يجب أن ينقل للمشاهد الإحساس بالاستقرار والاتزان من خلال توازن الأشياء و العناصر والألوان والقيم .
فالاتزان أو التوازن هو أحد الخصائص الأساسية التي تلعب دورا هاما فى تقييم العمل الفني المصمم وتحقيق نوعا من القبول النفسى عند رؤيته ، فهو الاحساس المعادل كخط رأسى على الخط الأفقي ، كما أنه إحساس بوجود الإنسان فى وضع معتدل قائم رأسيا ومتوازن على أرضية أفقية .
إن مفهوم الاتزان ليس فقط موازنة جسم أو شكل فى فراغ إنما موازنة جميع الأجزاء والعناصر فى مساحة التشكيل المُصمم ، وعلى ذلك هناك ثلاثة أنواع من التوازن :
يحدث التوازن فى هذا النوع عن طريق محور مركزي واضح قد يكون أفقيا أو رأسيا أو كلاهما معا حيث تتواجد قوى متماثلة فى كل جانب من جانبى الصورة ، وهو بذلك يحقق نوعا من التماثل أو ما يسمى symmetrical balance ، وهذا يعد من أبسط أنواع الاتزان تحقيقا فى العمل الفنى.
يحدث التوازن بالدوران حول نقطة مركزية يكون الشكل الذى يخضع فى تنظيمه لهذه المركزية ذو حركة دائرية .
يحدث التوازن عن طريق التحكم فى مجمل الجاذبيات البصرية عن طريق الإحساس بتعادل قوى الجذب والتنافر فى العمل الفنى بصورة غير منتظمة وهو مختلف عن الاتزان المحوري والاتزان الإشعاعي من ناحيتين :
التوازن من الخصائص الأساسية التي تلعب دورا هاما فى جماليات التكوين أو التصميم حيث يحقق الإحساس بالراحة النفسية حيث النظر إليه ، ويسعى المصمم نحو تحقيق الاتزان فى تنظيم عناصر عمله الفني ليس لأنه أسس فنية فحسب ، ولكن لأنه من أسس الحياة .
ينبغى على المصمم أن ينقل للمشاهد الإحساس بالاستقرار والتوازن فى عمله الفنى المُصمم فنحن لا نشعر كثيرا بالراحة عندما ينعدم التوازن فى تنظيم أو ترتيب الأشياء من حولنا ، فالمشاهد دائما يبحث عن نوع العلاقة المتزنة التى تعطيه الوحدة الجمالية للأشياء .
التباين من المبادئ المهمة جدا ولا غنى عنها فى العمل الفنى المُصمم ، والتباين يعنى الاختلاف فى عناصر التصميم أو خاصية من خواص كل عنصر بطريقة تجعل التصميم لافتا للنظر .
ونلاحظ التباين بشدة فى الطبيعة فنجده فى اختلاف ألوان الثمار عن اشجارها.
الوحدة من المتطلبات الرئيسية لأى عمل فنى مصمم ، بل وتعتبر من أهم المبادئ لإنجاحه من الناحية الجمالية ، ويعني مبدأ الوحدة فى العمل الفني المُصمم أن ترتبط أجزاؤه فيما بينها لتكون جميعها وحدة واحدة فمهما بلغت دقة الأجزاء فى حد ذاتها فإن العمل الفني لا يكتسب قيمته الجمالية بغير الوحدة التي تربط بين أجزائه بعضها بالبعض الآخر ربطا عضويا وتجعله متماسكا.
وقد توصل إلى مبدأ الوحدة فى تصميم الأعمال الفنية من خلال التأمل وإدراك الطبيعة والحياة فعلى سبيل المثال المجموعة الشمسية هي نظام له كليته ووحدته واتساقه ، فهي ليست مجرد مجموعة من الكواكب متراصة بجوار بعضها البعض ، بل مجموعة اتخذت لنفسها محورا واحدا يجمعها وهي تدور حول الشمس بنظام خاص ، فارتبطت علاقاتها ودورانها فى الفراغ بفعل الجاذبية ، وكذلك دوران الأرض حول نفسها مما يجعل حركة النهار والليل دائمين.
من تلك المفاهيم للوحدة العضوية للحياة يتحتم على العمل أن يتحقق فيه نوع من الوحدة ، فالعمل الفني سواء كان تصميما أو تكوينا يبتعد أو يقترب من الكمال أو الجمال بقدر ما تترابط أجزائه بمثل هذا الترابط الذي أشير إليه فى الحياة .
فالوحدة فى التصميم أو التكوين تعنى نجاح الفنان أو المصمم فى تحقيق علاقة الأجزاء بعضها مع بعض وعلاقة كل جزء بالكل.
إن مفهوم الإيقاع يعني فى جوهره حالة من حالات التغير ، ويعتبر الإيقاع مجال لتحقيق الحركة ، والإيقاع بصوره المتعددة مصطلح يعنى تردد الحركة بصورة منتظمة تجمع بين الوحدة والتغير ، فالحياة والكون بكل مظاهرهما يخضعان لعاملين رئيسين هما الحركة والتغيير اللذين يمثلان السمة الأساسية التي تحكم انتظام العلاقات والاشكال فى الطبيعة او الاعمال الفنية . فالإيقاع هو قانون الحياة الذي ينظم حركتها واستمراريتها ، فهو القانون الذي يجمع بين السكون والحركة والتغير والثبات .
وعندما يحاول الفنان المصمم تحقيق الإيقاع ، فإنه يضفي الحيوية والتنوع وجماليات النسبة القائمة على التوازن داخل نظام التصميم .
فالإيقاع هو تنظيم الفواصل الموجودة بين وحدات العمل الفني ، وقد تكون هذه الفواصل بين النقط والخطوط والمساحات او الاشكال او الالوان او بترتيب درجاتها أو تنظيم اتجاهات عناصر العمل الفني ( وهذا مفيد ايضا فى المجالات القائمة على الحركة مثل الموشن جرافيك ).
وهو الذي تتشابه فيه كل الوحدات والمسافات تشابها تاما من جميع النواحي، وتتكرر فيه الوحدات التي يتشكل فيها الإيقاع بشكل منتظم دون أى اختلاف.
تتشابه فيه جميع المسافات التى بينهما ولكن تختلف الوحدات عن المسافات شكلا او حجما أو لونا اى تنكسر حدة الرتابة فى التنظيم مما يحقق إيقاعا غير رتيب.
تتناقص فيه المساحات تدريجيا مع ثبات المسافات بينها أو تتناقص المسافات تدريجيا مع ثبات مساحة الوحدات أو تتناقص مساحة الوحدات والمسافات معا تناقصا تدريجيا بينما يحدث العكس فى الإيقاع المتزايد ، ويتوقف ذلك على الجانب الذي ننظر منه إلى الوحدات و نظم تكرارها.
تختلف فيه شكل الوحدات عن بعضها اختلافا تاما ، كما تختلف المسافات عن بعضها اختلافا تاما أيضا وفيه يخضع الفنان المصمم فى ترتيب مفرداته وعناصره وصياغتها لنظم خاصة تقوم عليها نسق التكرار التى يتوقف على ثبات الوحدة او المسافة او كليهما معا ، ويكون للفنان المصمم الحرية الكاملة فى تناول مفرداته المتكررة دون قوالب تنظيمية معينة.
وهناك بعض القيم الفرعية التى تبرز الإيقاع بمثابة التنظيمات والصور التى تحقق عنصرى الإيقاع المتصلان دائما وهما الامتداد والزمان.
التكرار يؤكد اتجاه العناصر وإدراك حركاتها ، والتكرار يشير إلى مظاهر الامتداد والاستمرارية المرتبطة بتحقيق الحركة على سطح التصميم ذي البعدين .
يقوم الإيقاع على تنظيم الفواصل من خلال عنصرين هامين هما المسافات والوحدات او الاشكال وتتدرج هذه المسافات فى اتساعها مما يؤدى الى سرعة أو بطء الإيقاع .
ويتوقف ذلك على حركة العين بين العناصر على مسطح التصميم ، فالتدرج الواسع عادة يبعث الإحساس بالراحة والهدوء ، وذلك بعكس التباين أو التدرج السريع الذي ينقل العين سريعا من حالة إلى أخرى مضادة لها .
وقد استثمر فنانى الخداع البصري على سبيل المثال أسلوب التدرج بشكل فعال فى أعمالهم اعتمادا على أنواع التدرج فى الإيقاع المتناقص اى التناقص التدريجي مع ثبات حجم الوحدات معا ، ويقال عنه أنه ايقاع متناقص ويحقق الإيقاع المتزايد حجم الوحدات تزايدا تدريجيا مع ثبات حجم الوحدات أو تزايد حجم كل منها تدريجيا معا ، فعندئذ يقال عن هذا الإيقاع بأنه متزايد.
يعتمد كل عمل فنى على تحقيق التغيير والتنغيم الإيقاعى ب، حيث لا يفقد العمل وحدته اى يقوم هذا التنوع على نوع من التنظيم للحفاظ على الوحدة ، فكلما جاء التنوع بين عناصر العمل الفنى.
فالتكرار والتنوع صفتان متلازمتان فى العمل الفنى المعبر ، فلا تضفي وحدته على تنوعه.
التواصل أو الاستمرار صفة أساسية تميز الإيقاع وتحقق الترابط القائم على تكرار الأشكال داخل التصميم .
وتعد صفة الاستمرارية قاسم مشترك يكسب الوحدة تنوعها ويكتسب التدرج انتظامه ويعطى العمل ككل صفة الترابط بين أجزائه .
إن الإيقاع مصدر حيوية التصميم وجمالياته ، بما يثيره من أنماط متغيرة للحركة ، وسببا أساسيا من أسباب فاعليات التأثير الإدراكي فى المشاهد لإدراك الوحدة بين الأجزاء وإدراك التوازن بين عناصر التصميم.
التناسب هو مفهوم يشير إلى أهمية العلاقات بين أجزاء الكيان الواحد على نسب رياضية ، والتناسب بهذا الشكل يمكن اعتباره قيمة عددية معبرة عن كيفية تواجد عناصر التصميم داخل الإطار العام للتصميم .
ويمكن إدراك علاقات التناسب بوضوح بتأمل الطبيعة ، ولو نظرنا مثلا لاى شجرة سوف نلاحظ جذع الشجرة عريض جدا لحمل العصارة إلى باقى أجزاء الشجرة ، وايضا لتثبيتها على الأرض ونلاحظ ايضا ان الفروع تقل نسبتها كلما قلت طبيعة العمليات التي تقوم بها أى قلت فعالياتها بالنسبة لباقي أجزاء الشجرة . نفس الشيء نراه فى الجهاز الدوري للإنسان ، فالشرايين والأوردة تتفرع وتتشعب فى اجزاء صغيره وتتناقص نسبتها بما يتناسب مع الدور الذى تقوم به ، ونلاحظ التناسب ايضا فى النمو الحلزونى للقواقع والنباتات وفى الكون كله.
استخدام المبادئ الرياضية في الفن والتصميم يساعد العقل البشرى على إدراك وفهم العلاقات بين الكتل والفراغات بطريقة يسيرة وسهلة .
ولهذا السبب فإن التماثل symmetry والتوازن balance التناسب proportion هى من المبادئ الهامة فى التصميم .
يستفيد العديد من المصممين من النسبة الذهبية golden ratio أو القاعدة الذهبية golden rule عند تصميم الكثير من المشاريع . وهي نظرية رياضية تقيس التناسب بين عنصرين داخل التصميم وتكون قيمة هذه النسبة 1.618 ، ونلاحظ هذه النسبة فى اللوحة المشهورة للموناليزا وايضا فى بعض الشعارات المشهورة مثل شعار تويوتا و شعار بيبسي وغيرها من الشركات الكبرى.
يستخدم المصممين النسبة الذهبية و المستطيل الذهبي فى تصاميمهم مثل صفحات الإنترنت والشعارات والكتب والمجلات وغيرها.
تكتسب بعض الأشكال صفة السيادة وبعضها الآخر صفة التبعية . وتتطلب وحدة الشكل أن تسود خطوط ذات طبيعة خاصة أو اتجاه معين أو مساحات ذات شكل خاص أو ملمس معين أو حجم معين وبذلك يكون فى التصميم جزءا ينال أولوية لفت النظر إليه دون سواه .
ومركز السيادة فى العمل الفنى مهما كانت طبيعته هو النواة التي يبنى حولها العمل الفني المصمم .
وهناك العديد من الوسائل التي يمكن بواسطتها أن تقوى مركز السيادة :
المحاذاة من المبادئ الاساسية التى تساعد على إنشاء النظام وعمل التدرج البصري داخل التصميم ، فتصبح التصميمات جذابة وسهلة القراءة ومريحة للنظر .
وهناك بعض نصائح مهمة للحصول تصميمات جذابة من خلال مبدأ المحاذاة :