الموهبة ليست شيئًا ضروريًا، فأي شخص يمكنه تعلم الخط العربي والابداع فيه حتى وان لم يمتلك الموهبة او اي فكرة مسبقة عنه، فدراسة الخط بقواعده وادواته والتدريب على كتابته امر يسير ان كان الشخص فعلًا يرغب بذلك ويمتلك قوة الملاحظة والقدرة على تنفيذ ما لاحظه.
اما ان كان لدى الشخص موهبة فلابد من صقلها والعمل على تطويرها مع احد الخطاطين ثم يبدأ في الدراسة والتدريب المكثف لكي يقطف ثمار موهبته على اتم وجه كحال اي موهبة اخرى، وقد يكون لدى الشخص موهبة يعلم بوجودها لكنه لا يعلم الطريق الى تطويرها وصقلها بشكل جيد.
هناك بعض العوامل الاساسية والتي من الضروري وجودها عند تعلم الخط العربي وإلا نقصت جودة الخطاط وطالت مدة دراسته وتلك العوامل هي:
لذا فدراسة الخط تتطلب من المتعلم الكثير من القوة والدقة في الملاحظة وان يكون لديه يد حساسة ليستطيع تنفيذ ما لاحظه، وتتوقف سرعة التعلم على هذه الصفة بشكل كبير فمن خلالها يمكننا ان نقول ان هذا الشخص يمتلك الموهبة ومستعد جيدًا لتعلم الخط العربي.
استخدم الخطاطون منذ القدم وحتى يومنا هذا الادوات والوسائل التقليدية في صناعة الخط وهي الورق والحبر والقصبة.
القصبة هي نبات معروف متعدد الاستخدامات، وبسبب التجويف الداخلي له صنع به ىلة الناس الموسيقية، التي تسمى القصبة، وكذلك القلم.
تحتاج قصبة الخطاط بريًا دقيقًا ثم قطًا لكي تتحول الى قلم ويمكن الكتابة بها، فيقوم الخطاط باستخدام سكين حاد للبري وسكين اخر للقطع والقط وثالث للشق، ومقطة من الخشب او العاج كي تمسك بالقصبة ويسهل قطعها وقطها.
يتكون رأس القلم او منقاره من خلال بري القلم وفتح بطن القصبة فتحًا مقعرًا، ثم يقوم بنحت جانبي الرأس بدقة ثم يشق ظهر القصبة بشكل طولي من الوسط لامتصاص الحبر.
سبب تسمية القلم بهذا الاسم لأنه يُقلم بمعنى يبرى، جاء في لسان العربي "وكل ما قطعت منه شيئا بعد شئ فقد قلمته، من ذلك القلم الذي يكتب به، وإنما سمى قلمًا لأنه قلم مرة بعد مرة"
وفى تحضير القلم قال ابن مقلة: " خير الاقلام ما كان طوله من ستة عشر اصبعا الى اثنى عشر ، وامتلائه ما بين غلظ السبابة الى الخنصر ، وهذا وصف جامع لسائر انواع الاقلام على اختلافها".
من اهم عوامل الكتابة الجيدة هو القلم الجيد، تعتمد جودة الكتابة على جودة القلم ومسكه بالشكل الصحيح، لذا فشل الكثير من المتعلمين في الخط العربي بسبب استخدامهم لاقلام غير معدة جيدًا للكتابة وبسبب عدم معرفتهم للمسكة الصحيحة للقلم.
تختلف انواع الاقلام في كتابة الخط العربي وخصائصها من صلابة او ليونة او تشرب للحبر.
بإمكانك تمييز الحبر الجيد من خلال توفر السيولة المناسبة للكتابة الجيدة فإن كان خفيفًا جدًا او كثيفًا جدًا ستكون الكتابة مشوهة وغير مرغوب بها، لذا يقوم الخطاط الخبير بتخفيف الحبر الكثيف ببضع نقاط من الشاي او الماء مع تقليبه تدريجيًا الى ان يحصل على الدرجة المرغوبة والمناسبة للكتابة.
هناك نوعان من الأحبار وهي الأحبار الجاهزة واليدوية، اما افضل انواع الاحبار الجاهزة فهي حبر دايسو الياباني الاصلي واحبار الكاليجرافي الانجليزي للألوان واحبار الشمنك الالماني، اما الأحبار اليدوية فهي الحبر العربي ويصنع من الهباب الاسود او السخام مع المياه المقطرة والصمغ العربي.
قد يكون الورق خشن الملمس اوناعمًا فكلما كان املسًا كلما كان افضل للخطاط المتدرب، ويمكن استخدام ورق تصوير المستندات للتدريب بعد اعداده للكتابة عن طريق تقهره، وتقهير الورق يعني: تشذيب وتنقية الورق وتحويله إلى ورق ناعم صالح للكتابة.
يفضل اختيار الورق الاملس الناعم واللامع إذا كانت الكتابة تتطلب دقة وجودة عاليتين مثل ورق الكوشيه او ورق البنداكوت الذي يستخدم في أغلفة الكتب، ويوجد نوع من الكوشيه غير لامع يسمى كوشيه مطفي او كوشيه مط، وهو افضل من الكوشيه اللامع في كتابة الخط بدقة متناهية، فيستخدمه الخطاطون ذوو الخبرة حينما يقومون بابتكار اعمالهم للمطابع ودور النشر فهو كما يقولو بالمفردات الفنية "يمسك يد الخطاط" أي يمنعها من الانزلاق على عكس الورق اللامع.