الكتابة بذهن مشتت تشبه النوم أثناء السباحة كلاهما يؤدي إلى الغرق
محمد حسن علوان
الكتابة وسيلة للتعبير والتواصل منذ آلاف السنين. في ظل العصر الرقمي الذي أتاح للجميع حرية التعبير والحديث حول شتى المجالات؛ أصبح من المهم إرساء قواعد الكتابة لدى كل شخص يريد إضافة قيمة للمجتمع من خلال ما يكتبه وما يتوصل إليه من معلومات. المدونات والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي وفرت على الجميع الوسط المناسب للكتابة والوصول إلى الجمهور المستهدف بسهولة.
لتكون عملية الكتابة قائمة على الاستراتيجية بدلًا من كونها عملية عشوائية؛ أعددنا هذا الجزء من الكتاب ليكون مرجعًا لكل من يريد أن تكون الكتابة طريقه، أو حتى لمن يكتب حاليًا لكنه يريد صقل مهاراته ويحسن مما يقوم به.
فمن الخارج تبدو عملية الكتابة سهلة، القيام ببعض الأبحاث، التفكير قليلًا حول الموضوع، البدء في الكتابة، مراجعة ما كتبت ثم النشر. لكن من يمارس مهنة الكتابة يعلم كم هي صعبة، فاختيار الكلمات وترتيب الجمل والفقرات ليست مهمة سهلة.
الكُتاب ليسوا سحرة بالتأكيد!
من خلال هذا الجزء نأمل في إثراء الكتابة والتركيز على المراحل الصحيحة التي لا بد أن يسلكها الكاتب؛ للخروج بنسخة ملائمة للجمهور وينشر القيمة التي يريدها من خلال كتاباته.
سوف نتناول الهدف من عملية الكتابة وأهمية معرفة "لماذا" قبل أن يلمس القلم الورقة أو حتى تلمس أصابعنا لوحة المفاتيح، بعدها سوف نتناول كيفية تنمية عادة الكتابة لدى كل منا. سوف نتحدث كذلك عن المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل كاتب بها مثل البساطة في التعبير، والوضوح في اختيار الألفاظ والكلمات.
كما أننا نوضح الاستراتيجية التي يجب الاعتماد عليها في الكتابة، ونوفر بعض النصائح للكتابة بشكل عام.
الآن حضر الورقة والقلم وابدأ في تدوين ملاحظاتك :)
"ابدأ بـ لماذا " هكذا قال سيمون سينك في أحد محاضراته الشهيرة في تيد وألف كتابًا خصيصًا حول هذا الموضوع؛ لهذا ابحث عن الهدف والغاية من كل ما تكتبه، أي لماذا تكتب في المقال الأول. حدد لماذا تكتب أولًا؛ لتعرف ماذا تكتب؟ وكيف تكتب؟
سيساعد لماذا تكتب على تحديد الاتجاه الذي تسير عليه، من خلال الإجابة على هذا السؤال سيكون لديك رؤية واضحة حول ما ستقدمه.
قد تبدو الكتابة للبعض عملية معقدة لكن إذا حددت الهدف الصحيح منها، ستعرف أي الطرق تسلك، وما الأمور التي يجب اتباعها. الجميع يكتب كل يوم بل كل دقيقة، ولأنه لا يعرف لماذا يكتب، فأغلب هذه الأعمال لا ترى النور أو لا يقوم أصحابها باستكمالها.
نحن في عملية بحث متواصلة عن كيف نكتب مقالة أو سكربت لفيديو أو كتاب أو رواية ....وغيرها، لكننا في الحقيقة لا نتعمق في عملية الكتابة نفسها ومراحلها المختلفة والتي بدونها لن نكون كتاب متميزين ونقدم شيئًا حقيقيًا. تلك العملية التي تبدأ بـ " لماذا تكتب".
إذا لم تحدد غايتك الأساسية فلن تجد حافز يدفعك للكتابة. وربما بدلًا من أن تكتب اليوم، تؤجل إلى الغد أو بعد غد؛ لأن الإلهام لم يصل إليك أو لأن القلم غير مناسب أو لديك جار مزعج ولا تستطيع التركيز.
إذا كان لديك هدف حقيقي تسعى إليه من وراء الكتابة سوف تخلق مناخك الخاص بغض النظر عن الظروف التي تحيط بك، سوف تكتب وتكتب وتكتب حتى تصل إلى غايتك.
الآن عليك التوصل إلى لماذا تكتب. اطرح هذا السؤال على نفسك كثيرًا حتى تجد الإجابة التي تبحث عنها. تمامًا مثلما فعل جورج أورويل حيث قال في كتابه لماذا أكتب: " منذ سن مبكرة، ربما في الخامسة أو السادسة، عرفت بأن على أن أكون كاتبًا عندما أكبر. بين السابعة عشر والرابعة والعشرين حاولت أن أتخلى عن الفكرة، ولكنني فعلت ذلك واعيًا بكوني أناقض طبيعتي الحقيقية، وأنه يجب علىَّ -عاجلًا أم أجلًا- أن أستقر و أؤلف الكتب."
لم تكن هذه الكلمات وحدها هي التي عبر من خلالها عن لماذا الخاصة به، بل أوضح ذلك من خلال أربع نقاط وهي كالتالي:
حب الذَّات الصرف: الرغبة في أن تبدو ذكيًا، أن يتم الحديث عنك، أن تذكر بعد الموت، أن تنتقم من الكبار الذين وبخوك في طفولتك...إلخ، من الهراء التظاهر بأن هذا ليس بدافع، بل دافع قوي. الكتاب يتحلون بهذه الصفات إلى جانب العلماء والفنانين والسياسين والمحامين والجنود ورجال الأعمال الناجحين…
سوف تجد بالتأكيد لماذا الخاصة بك، إذا بحثت عنها جيدَّا. بعض الأسباب التي طرحها أغلب الكتاب عن لماذا الخاصة بهم، ومنها:
أفضل الطرق للتواصل هي التحدث، يأتي في المرتبة الثانية الكتابة. التواصل هو الذي يجعل الإنسانية أكثر تكاملًا. لهذا السبب الكتابة أداة رائعة. نعلم أن عملية الكتابة تستغرق وقتًا من أجل تقديم شيء يليق بالجمهور. لكن من خلال ما تكتبه تستطيع الوصول إلى الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، والتواصل أصبح أسهل من ذي قبل بسبب انتشار المواقع ووسائل التواصل الإجتماعي… وغيرها، أي تكتب وتنشر في لندن ويصل كلامك لشخص في جنوب أفريقيا يساعده على تغيير أفكاره وحياته بالكامل. هل يوجد أفضل من ذلك؟!
من خلال الكتابة يكون لدينا القدرة على التجريب والشك بالنتائج وبالتالي الابتكار والإبداع. الكتابة تدفعنا إلى خلق عالم أفضل، وهذا كافي ليجعلنا نشعر بالقوة؛ لأننا نعرف وقتها قدرتنا الحقيقية على خلق وإنجاز شيء مثير للدهشة والفخر في آن واحد.
في هذه الحياة لا نمتلك الوقت الكافي لتجربة كل شيء، ولهذا السبب نريد تسجيل كل ما نمر به للأجيال القادمة، وننقل لهم كافة الخبرات التي نصل إليها، وما نعيشه لحظة بلحظة. أي نعبر من خلال الكتابة حتى نشعر أننا نعيش أعمارًا طويلة ونتواصل مع أجيال مختلفة.
بالنسبة لأغلب الكتاب لا تشكل الكتابة وسيلة لكسب المال أو الحصول على الشهرة، بل تمثل له هويته الخاصة وتعبر عن حمضه النووي. كما تمثل له الغاية المنشودة والهدف الأسمى الذي يسعى إلى تحقيقه. من هذا المنطلق يكون لديه دافع قوي يحركه نحو الكتابة والتعبير عن نفسه بصدق تام، هذا الدافع هو الشغف وحب الكتابة والهوس بها.
البعض يكتب من أجل الشهرة، مجرد وجود كلماته مطبوعة على هيئة كتاب وموجودة على أرفف المكاتب أو حتى منشورة على الإنترنت يشعره بسعادة غامرة؛ لهذا يسعى للكتابة من أجل الوصول إلى هذه اللحظة. مجرد أن يحظى الشخص بالاهتمام يمثل له النجاح، لكن الأهم هنا أن يحاول الكاتب بأقصى ما عنده طمس شخصيته الحقيقية في كتاباته فلا يكون هناك شيء من المغالاة أو الغرور أو الابتعاد عن الحقيقة.
هناك مَنْ يكتب مِن أجل مشاركة المعرفة التي يتوصل إليها، وتستفيد البشرية من خلال تبادل الأفكار وطرح الأراء؛ لأن الخبرات المتراكمة التي يتم التعبير عنها من خلال الكتابة تكون أفضل بكثير من بقائها في العقل دون الإستفادة منها ونفع الإنسانية. البعض لا يريد سوى منح الأشخاص الأفكار التي يتوصلون إليها، هل هناك طريقة أفضل من الكتابة؟!
كذلك من يكتب لمشاركة كل شيء يحفزه في هذا العالم، ويساعده على العيش وقضاء الوقت بطريقة صحيحة والاستمتاع بالحياة، من خلال تحويل الكلمات والجمل إلى أفكار مترابطة تساعد في جعل الآخرين أكثر تحفيزًا وتحول نظرتهم إلى العالم للإيجابية.
البعض يكتب من أجل التعلم، فالكتابة لها تأثيرات مختلفة. عندما تكتب حول موضوع أو مشكلة ما، ترى الأشياء أكثر وضوحًا و تفهم الأمور على نحو أعمق، بل قد يتطلب منك بعض التوقف والتفكير في الأمور والنظر إليها مرارًا وتكرارًا. في هذه الحالة تكون نسبة التعلم كبيرة للغاية.
كذلك تخيل نفسك تكتب مقالة أو كتاب حول موضوع ما، في البداية يكون هذا الموضوع مبهم وغامض بالنسبة إليك، لكن بعد فترة من البحث والانخراط في الكتابة يصبح أكثر وضوحًا، وتكتسب من خلاله الكثير من المعلومات.
الكثير يكتب لأنه يستمتع، فالكتابة متعة. اللعب من خلال الكلمات وصياغة الجمل والتراكيب يمنحه السعادة، كما أن معرفة أن لديه جمهور ينتظر كل ما يكتبه شيء مبهج بالنسبة إليه. الأمر الآخر الذي يسعد أي كاتب هو عندما يجد أن ما يكتبه يغير من حياة أي شخص للأفضل، من الممكن أن الكلمات التي يكتبها تجعل أحد جمهوره يضحك، يبكي، يتحفز، أو ربما يتعلم شيئًا جديدًا. جعل الناس يفكرون بطريقة مختلفة هو أمر ممتع حقًا. سوف تجد من يقول: "أحب الكتابة لأسمع من الناس كيف أنقذت كتاباتي حياتهم".
تجد من يكتب للإجابة على الأسئلة التي تدور بداخله، يكتب من أجل الاستكشاف والبحث عن الحقيقة. إذا كنت تبحث عن الكثير من الإجابات وتسعى للاكتشاف، فأنت بالتأكيد تسعى إلى تدوين كل ما اكتشفته وهذه البداية في الكتابة. فأنت دومًا تسأل نفسك "لماذا" من أجل التوصل إلى إجابة واضحة لكل أسئلتك.
في ظل التوترات الكثيرة التي يمر بها الإنسان اليوم، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو عاطفية، تجد البعض يلجأ إلى الكتابة من أجل الهروب من هذا العالم وخلق عالم افتراضي خاص به يشعره بالسعادة والأمان. عالم يتمنى لو كان هذا ما يعيشه حقًا. سوف تجد أنه يكتب من أجل السيطرة على الأمور، ففي أثناء الكتابة كل شيء تكون تحت قيادته وهو المتحكم الأول والأخير بها.
الكتابة تمنحك الفرصة للتركيز على الآخرين وآلامهم وليس على نفسك فقط. من خلال هذا سوف يتضح لك المسار الخاص بك وتعرف كيف تسلط الضوء على المشكلات وحلها.
على سبيل المثال في بيانات تعتبر الكتابة بالنسبة لنا أهم شيء، عندما نفكر في كتابة كتاب أو مقالة يكون الهدف الرئيسي منها معرفة موضوع ما والوقوف على جميع جوانبه لنكون على دراية شاملة به، والجانب الآخر نعتقد أن هذا الموضوع كما هو مهم بالنسبة إلينا، فهو بالتأكيد مهم بالنسبة للمجتمع وعلينا أن نكتب كل ما توصلنا إليه لنشاركه مع المجتمع ونوفر عليهم الكثير من عمليات البحث والاكتشاف التي مررنا بها.
من هنا تعمل الكتابة على تغييرنا بشكل إيجابي فهي تساعدنا على التعمق أكثر والابتعاد عن قشور الأمور أي أننا نريد الكتابة من أجل نشر الوعي.
سوف تجد من يكتب من أجل تناول قضايا تغير حياة الأشخاص بل الكوكب بأكمله مثل القضايا الاجتماعية والتاريخية. وإضافة قيمة حقيقية للمجتمع من حوله.
في بيانات نكتب من أجل تغيير الثقافات ونشر الوعي و إضافة قيمة للمجتمع وتغيير حياة الناس للأفضل. كل قطعة من المحتوى نقوم بإنشائها لها هدف محدد سواء كانت في المختبرات من أجل دعم الراغبين في تعلم البيزنس أو التصميم أو البرمجة أو التكنولوجيا، أو حتى كان المحتوى من أجل توعية العملاء حول الخدمات التي نقدمها.
الكثير والكثير من الأسباب التي تجعلك تفكر في لماذا الخاصة بك. اسأل نفسك أولًا إذا كنت تريد قضاء باقي حياتك في الكتابة أم لا؟! إذا كان نعم، فقد وجدت غايتك.
إذا عرفت سبب كتاباتك بوضوح سوف يكون لديك القدرة على انتقاء الكلمات والأسلوب والألفاظ والأصعب من ذلك اختيار موضوع لم يتناوله أحد من قبل وتسلط الضوء عليه، بدلًا من الكتابة في موضوع شائع ولن يقدم جديدًا يذكر.
الشيء المشترك بين الجميع في عملية الكتابة هو الفضول والحاجة إلى التوصل إلى شيء حول موضوع ما، بغض النظر عن هذا الموضع سواء كان علميًا أو فنيًا أو اجتماعيًا. سواء كنت تكتب بانتظام ولديك غزارة في الأعمال أو حتى كنت تكتب بانقطاع ولم تظهر أعمالك بعد. يعد الفضول هو الدافع وراء عملية الكتابة.
الكتابة تتطلب الكثير من الصبر والمهارة والإتقان؛ لأنك سوف تقضي أوقاتًا طويلة في البحث والكتابة والتعديل، وهنا لا تحتاج إلى من يشجعك على كل صفحة تكتبها ويقول لك " أحسنت صنعًا، أين المزيد؟!" بل تحتاج إلى أن تكون أكثر صبرًا حتى تنتج مسودتك الأولى على الأقل وتعرضها على أهل الثقة من أصدقائك ومعارفك. إذا لم يكن لديك هدف محدد تسعى إلى الوصول إليه قد يسيطر عليك الإحباط من الصفحة الخامسة ولن تكمل ما بدأت.
إذا وجدت غايتك سوف تكتب إلى حد الانهاك. حيث يمكنك أن تعمل لمدة 15 ساعة باليوم ولن تشعر بهم على الإطلاق؛ لأنك تريد تحقيق هدفك. قد يكون هذا مصحوب ببعض الضغط من أجل الوصول إلى ما تريده، لكن هذا الضغط سوف يزول كليًا فور نجاحك. وتأكد أن النجاح حتمًا سيأتي ما دمت صادقًا فيما تكتب.
إذا وجدت الإجابة على سؤال " لماذا" فقد حددت ضربة البداية. الآن عليك أن تعي أهمية الكتابة لحياتك. هل هي مجرد وظيفة أم تمثل حياتك بأكملها أو جزء لا ينفصل عنك. الكتابة تساعدك كثيرًا على تنظيم حياتك وذاكرتك كذلك حيث تجعلها مرتبة بدقة تمامًا كالمكتبة، إذا أردت عنوان أو كتاب ما سوف يكون من السهل الحصول عليه لأنك تعرف كيف تبحث في عقلك جيدًا.
عندما تعرف " لماذا" تكتب، وماذا تمثل القراءة بالنسبة لك سوف تجد بعدها الكيفية التي يمكن أن تعتمد عليها لتكتب وتحدد أسلوبك الفريد. لكن تذكر أنك تكتب لنفسك قبل أن تكتب لجمهورك أو حتى محركات البحث أو لدور النشر.
لا يمكنك أن تفعل شيئًا جيدًا ما لم تفعله بشكل سيئ أولاً، وهذا يبدأ بالممارسة؛ لأن تعلم الكتابة يأتي من خلال الكتابة نفسها. فإذا اعتدت الكتابة كل يوم لمدة ساعات محددة في اليوم، سوف تصبح خلال عدة أشهر أفضل بمراحل من أول مرة كتبت فيها.
يوجد اعتقاد شائع حول عملية الكتابة بأنها فن وموهبة فقط، لكن في الحقيقة هذا الاعتقاد نشأ لنجد حجة مناسبة لأنفسنا وأعذار كافية حول عدم الكتابة بشكل جيد، أو بسبب الكسل تجاه عملية الكتابة نفسها. لكن المفتاح الحقيقي للكتابة هو زيادة الإنتاجية. أي لتكون كاتب أفضل عليك أن تكتب المزيد والمزيد.
الجميع يظن أن الكتاب الكبار مثل كافكا وديكنز وهمنغواي، لديهم قدرات خارقة أو لديهم الموهبة والإلهام الذي يساعدهم على ذلك، وإذا أردت أن تصبح كاتبًا عظيمًا مثلهم عليك أن تمتلك نفس الموهبة. لكن تسأل نفسك من أين أحصل على هذه الموهبة مثلهم؟!
سوف تجد البعض من هؤلاء الكتاب يمسك القلم ويبدأ في الكتابة مباشرة، هناك من يقرأ ثم يبدأ في الكتابة، أيًا كان ما يفعله أي كاتب، يعتمد الكتاب الناجحون على شيئين هامين:
الكتابة في هذه الحالة تتلخص في كلمة آخرى غير الموهبة، أي الكلمة الصحيحة هي"العادة". العادة هي التي تجعل الكاتب عظيمًا أم لا. إذا كانت لديك عادة الكتابة فقد سرت نصف الطريق. أما إذا كنت تكافح للحصول على وقت كافٍ للكتابة، أو تستمر في تأجيل ما تكتب أو لا تستطيع الكتابة أبدًا إلا في ظروف محددة، أنت في هذه الحالة تحتاج أن تجعل الكتابة عادتك.
لا تقلق يمكنك تشكيل هذه العادة ببساطة لكن عليك اتباع عدة أشياء من أجل أن تصبح الكتابة عادة لك وتنجح فيها.
من خلال كتاب قوة العادات لـ تشارلز دويج فسر ببساطة كيفية تشكيل العادة سواء كانت الرغبة في إلغاء عادة سيئة أو إرساء عادة جديدة. من خلال:
لتصبح كاتبًا متمرسًا، عليك أن تتمرن يوميًا لتقوي عضلة الكتابة لديك. تمامًا مثل التمارين الرياضية في البداية تكون منهكًا ومتعبًا إذا قضيت 10 دقائق في التمرين، لكن بعد مرور أسبوع يكون الأمر أسهل، ما بالك بعد مرور شهر من الالتزام في العادة ماذا سوف تكون النتيجة؟!
سوف يصبح التمرين على الكتابة سهل وممتع، كما أنه يصبح ضمن الأعمال اليومية الروتينية التي تقوم بها، مثل تناول الطعام وغسيل الأسنان والذهاب إلى السوبر ماركت.
ليس شرطًا أن تكتب كثيرًا، لكن الأهم ألا تتوقف عن الكتابة في أي يوم، وإلا تصبح عملية الكتابة بالنسبة لك إلتزام أو إجبار وليست عادة. على سبيل المثال، الأفضل أن تكتب كل يوم لمدة ساعة أفضل من أن تكتب يوم السبت فقط لمدة 5 ساعات. القيام بأعمال صغيرة للغاية يوميًا بشكل متكرر ستؤدي إلى نتائج كبيرة في النهاية وهذا ما نسعى إليه من خلال العادة.
أهم شيء في تشكيل عادة الكتابة هو الاستمرارية وليست النتائج. النتائج ستحصل عليها من خلال الاستمرار في العادة. لا تكتب لمدة يومين فقط وتتوقع إنتاج أعمال عظيمة. الأمر يتطلب المزيد من المثابرة والعزم؛ لأن النتائج الكبيرة لن تأتي بين يوم وليلة.
اكتب في نفس الميعاد يوميًا، لتتشكل لديك عادة الكتابة بالصورة السليمة. لكن الأهم أن تختار الوقت المناسب لك، حتى لا يكون لديك الحجة في إلغاء وقت الكتابة اليوم أو تدع الأعمال اليومية تؤثر على عادة الكتابة، خاصةً إذا كنت تبدأ مشوار الكتابة حديثًا.
هناك من يفضل الكتابة باكرًا بعد الاستيقاظ مباشرة حيث يكون ذهنه صافٍ ولم يتعرض لأي تشتيت، أما الأخر يفضل الكتابة في نهاية اليوم؛ ليكون حصل على أكبر قدر من الأحداث والأخبار والمشاهد التي تصقل كتابته. سواء كنت تكتب الخامسة صباحًا أو حتى الثانية بعد منتصف الليل، لا يهم. كل ما في الأمر أن تكتب وتحدد الوقت الذي تكون فيه أكثر انتاجية.
هذا بالنسبة للوقت، أما بالنسبة للبيئة المحيطة بك لابد أن تكون بعيدة عن التشتت؛ لتركز على الكتابة وتنجز عملك بشكل لائق. هناك من يقول لك لا أفضل الكتابة سوى في أحضان الطبيعة وبجانبي أصوات العصافير. لا يهم أين تكتب وما هو المكان الذي تكتب فيه حتى إذا كنت تكتب بداخل خزانة الملابس إذا كان هذا المكان يساعدك على التركيز، لكن النصيحة الأهم هو ألا تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو تتفقد بريدك الوارد بين اللحظة والأخرى، أو ترد على المكالمات الواردة إليك. اترك كل هذه الأمور جانبًا وفكر فقط في الكتابة ولا تدع هذه الأمور الجانبية تعطلك وتؤثر على إنتاجيتك.
ضع أهدافًا في البداية يسهل تحقيقها، أي إذا كنت في البداية، لا تسعى في كتابة كتاب يتكون من 300 صفحة وإذا فشلت، تصاب بالإحباط وتترك الكتابة للأبد. الأفضل أن تحدد هدف صغير وتنجح فيه، أي حدد أن تكتب منشورات صغيرة تتكون من بضع سطور، ثم بعدها تبدأ في كتابة مقالات للمدونات، وبعدها قصص قصيرة. إذا نجحت في كل ذلك بإمكانك أن تبدأ في كتابة الكتاب الذي تريده؛ لأن وقتها سوف يكون لديك القدرة على تحديد العمل اليومي الذي تقوم به وبالتالي تحديد وقت الذي ستظهر فيه المسودة الأولى بالتحديد.
هذه الجملة رائعة، سوف أدونها في مفكرتي عندما أذهب إلى البيت.
من منا لم يقل هذه الجملة لنفسه يوميًا؟!
جميعنا نفعل ذلك، تأتينا فكرة جيدة لا مثيل لها، وننتظر أن نذهب إلى البيت أو المكتب لندونها. عندما تأتي لحظة التدوين تكون الفكرة تبخرت تمامًا من عقلنا، ولا نجد كلمة واحدة نكتبها. جميع الأفكار التي لا تدون تضيع في الحال؛ لهذا عليك أن تحمل معك دفترًا وقلمًا لتدوين أي شيء يخطر ببالك، إذا كنت لا تحب ذلك يمكنك استغلال هاتفك وتدوين عليه جميع الملاحظات التي تريدها. أيًا كانت الطريقة لا تفرق، الأهم ألا تضيع أفكارك وبهذه الطريقة سوف تعتاد الكتابة في كل وقت وكل مكان مما يرفع مستوى الإنتاجية لديك؛ لأنك سوف تسجل كل كلمة وحرف تفكر فيه ولن تكون مجرد أفكار.
في البداية من الأفضل لك أن تربط عادة الكتابة لديك بمتابع خاص بك، قد يكون هذا المتابع والدتك، زوجتك، أحد أصدقائك المقربين. المهم أن يكون هناك فردًا ينتظر كتاباتك يوميًا. من الممكن كذلك أن تبدأ في إنشاء مدونة صغيرة أو تكتب على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بك؛ وبهذا تخلق روتين يومي لك ولمن حولك، سوف تجد من ينتظر كلامك ويسأل حين تتغيب عن عادتك. هذه المسألة سوف تجعل الأمر بمثابة التزام بينك وبين جمهورك الصغير حتى لو كان فردًا واحدًا، مما يجعلك أكثر تحقيقًا للمسار الذي حددته لنفسك دون أي تراجع.
ضع موعدًا نهائيًا لكل شيء. أي سوف أكتب خلال ساعة 5 صفحات، خلال هذا الشهر سأنتهي من المسودة الأولى للكتاب. إذا أردت أن تغير من عادتك، عليك أن تقيس مدى نجاحك. هذا بالتحديد ما يفعله لك الموعد النهائي. ليس غرضه أن يضيف عبئًا أو ضغطًا عليك، لكن هدفه الحقيقي هو مساعدتك في قياس مدى تقدمك. وما هي الأيام التي عملت فيها بجد، وما هي الأيام الآخرى التي لم تستطيع كتابة حرفًا واحدًا فيها.
من الأفضل أن تضع لنفسك قائمة بالمهام التي تقوم بها من اليوم الأول. وفي كل يوم تضع علامة "صح" على الأمر الذي أنجزته في هذا اليوم. هذه العلامة البسيطة سوف تشعرك بالإنجاز وأنك بدأت تقترب من تحقيق هدفك، مثلما يحرز فريقك المفضل في كرة القدم الأهداف ويفوز على الفريق الآخر. في نهاية الشهر سوف تعرف هل حققت كل قائمتك أم عليك أن ترتب خطتك بشكل آخر.
بعض الأشخاص يخصصون 6 ساعات أو أكثر للكتابة، لكن الوقت الفعلي للكتابة الخاص بهم هو ساعتين أو ثلاث ساعات من كل هذه الساعات؛ لهذا عليك أن تعرف مقدار الوقت الفعلي الذي تركز وتكتب فيه بشكل جيد، حتى لا تضيع وقتك في الجلوس أمام الورقة أو العبث بأزرار لوحة المفاتيح. في البداية قد لا يتعدى الوقت 30 دقيقة، لكن مع الاستمرار في الكتابة قد تصل عدد الساعات إلى 10 ساعات أو أكثر إذا أردت أن تنهي ما تقوم به في أسرع وقت.
كذلك عليك أن تعرف عدد الكلمات التي تكتبها في الدقيقة، والصفحات التي تكتبها في اليوم الواحد لتعرف محصلة إنجازك، وبهذه الطريقة تستطيع وضع موعد نهائي لأعمالك مناسب لك، بحيث لا تتجاوزه فتشعر بالإحباط أو تنتهي من الكتابة أسرع من هذا الموعد فتشعر بأنك لم تعطي للكتابة حقها وتظل تجلد نفسك بأنك لم تقم بالأمر الصائب.
على سبيل المثال، هناك من يكتب 2000 كلمة يوميًا، وبهذا فهو يستطيع أن يكتب مسودة أولية جيدة لكتاب خلال 3 أشهر.
الأفضل أن تحدد لنفسك مكافأة بسيطة بعد كل إنجاز. على سبيل المثال، بعد اليوم الأول، بعد الأسبوع الأول بعد الشهر الأول من الاستمرار في العادة. هذه هي الطريقة السليمة والمناسبة التي تجعلك تتحفز في تنفيذ العادة بجانب الدافع والغاية التي تسعى إلى تحقيقها. لا بد أن تختار المكافأة بناءً على أكثر شيء تحبه.
في النهاية هذا ما ستساعدك عليه عادة الكتابة:
لن نقول أن البداية سوف تكون سهلة، بل ستكون صعبة والتفكير في موضوع تكتب فيه سيكون مرهقًا. في كتاب Bird By Bird أشار الكاتب أن "الكتابة تشبه إلى حد كبير موضوع صعب مناقشته مع شخص ما، وعندما تذهب للقيام بذلك، تأمل وتصلي أن تأتي الكلمات الصحيحة."
في هذه الحالة اعتمد على ذاكرتك وابدأ في الكتابة عن طفولتك، عن المدرسة الإبتدائية والإعدادية والثانوية عن مرحلة الجامعة، اوصف بدقة كل شيء تتذكره حول أول يوم دراسة لك، ماذا كان شعورك وقتها، كيف كنت تذاكر، كيف مرت أيام الامتحانات عليك.
اكتب كذلك عن أهم المناسبات التي مرت عليك في حياتك، مثل أول عيد ميلاد لك، أعياد ميلاد أصدقائك، حياتك مع أسرتك، ما هو أول عمل ربحت من خلاله المال. لا تستهين بأي حدث لك في حياتك، القارئ يفضل دائمًا معرفة ما يمر به الآخرون وما هي مشاعرهم؛ لأنها الوسيلة التي تربط بينك وبينهم.
إذا انتظرت الإلهام، سوف تجد جميع صفحاتك بيضاء بدون كلمة واحدة. اتخذ الكتابة عادة لك، ولا تتعامل مع الكلمات على أنها أحجار كريمة، وتفكر بحرص كيف تضعها، ابدأ أولًا واكتب كل شيء في بالك، ثم بعدها يمكنك تعديل وتحرير ما كتبت. إنها المسودة الأولى، لا تخف. كل شيء يمكن إصلاحه. في البداية سوف تقل لا أعرف ماذا أكتب، يمكنك أن تبدأ بالكتابة عن الحياة والمحيط الذي تعيش فيه ورأيك الخاص، اكتب عما يحدث معك كل يوم، اكتب رسائل لنفسك، يمكنك أن تبدأ في تلخيص وصياغة كتاب أعجبك بأسلوب الخاص. المهم لا تقول "أريد أن أكتب" بل قل " أنا كاتب".
لا يوجد قواعد ناجحة أو خاطئة لتكتب؛ لهذا عليك إرساء قواعدك الخاصة في الكتابة التي تساعدك على الإبداع وإخراج نسختك إلى النور.
مهارات الكتابة هي التقنيات التي تساعدك على أن تصبح كاتباً أفضل. وعند الحديث عن مهارات الكتابة تظهر نقطتين أساسيتين:
مهارات الكتابة الجيدة مهمة في جميع جوانب الحياة وتتيح لك التواصل بوضوح مع زملاء العمل والعملاء والأصدقاء.
الكتابة من أكثر الأنشطة تعقيدًا، وتعتبر بشكل أساسي نمط من أنماط حل المشكلات؛ لأن الكاتب عليه أن يفك جميع الألغاز التي تدور بعقله من خلال مجموعة منظمة من الأفكار بما يتلائم مع القارئ. فمن أجل تحسين كتابتك يتطلب منك الجهد والكثير من العمل والممارسة.
يذكر كتاب On writing Well أن هناك بعض الكتاب عندما يجدون أن الجملة بسيطة يشعرون أن هناك خطأ ما في كتاباتهم.
ما فائدة أن تضع الكثير من الكلمات والمصطلحات التي لا تضيف إلى المعنى شيئًا، هذا في حد ذاته يعتبر حشو لا فائدة منه. الكتابة الجيدة تعني تجريد كل جملة من الكلمات التي لا معنى لها، فكل جملة طويلة يمكن أن تصبح قصيرة، فما فائدة استخدام النعوت والأوصاف… وغيرها وهي لا تقدم شيء للجملة.
ترى أن الأمر بسيطًا، أليس كذلك؟!
الكتابة بطريقة سهلة هي السهل الممتنع، يمكنك أن تقول سأجعل كل كتاباتي بسيطة؛ لكن تحقيق ذلك يتطلب مجهود كبير للوصول إلى هذا المستوى. بالإضافة إلى ذلك، لا تعني البساطة أن تكتب بشكل سطحي وتافه ولا تقدم أي جديد أو تضيف قيمة من خلال محتواك.
البساطة تعني كتابة المواضيع المعقدة والصعبة بشكل مفهوم باستخدام كلمات بسيطة يمكن لأي قارئ حتى لو كان غير متخصص فيما تكتب أن يفهمها ويتذكرها من أول مرة. أي لا بد أن تتسم كتابتك بالسهولة لكي توصل رسالتك بدون أي تشتت للقارئ.
استخدام الكلمات الصعبة يدل على محاولة إخفاء الكاتب لضعف محتواه؛ لأنه عندما يستخدم كلمة معقدة أو تقنية في غير موضعها ولا يوضحها فهو فقط يلفت النظر حول هذه الكلمة وليس حول الموضوع، من ناحية أخرى إضافة هذه الكلمات من أجل إبعاد النظر عن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها في باقي المقال أو الكتاب.
هذه الكلمات تعتبر أداة قاتلة، وهي تستخدم من أجل التمويه ليس إلا.
اختيار الكلمات مهم للغاية؛ لأن الكلمات التي تختارها من شأنها أن تجعل القارئ يشعر بالسعادة أو الحزن أو الخوف أو الإحباط أو الفخر...غيرها. لذا دقق جيدًا في اختيار كلماتك سواء كنت تكتب عنوانًا أو فقرة أو جملة، اختيار الكلمات فن ولا بد أن تحرص على اتقانه.
بعض الممارسات التي يجب أن تتبعها لتكون كتابتك بسيطة:
من أكثر المشكلات التي تؤدي إلى إنعدام البساطة هي غياب الثروة اللغوية الكافية وهذا يتم تنميته من خلال القراءة المكثفة.
يتطلب الوضوح كتابة الأفكار الرئيسية بتسلسل منطقي للقارئ، أما بالنسبة للأفكار الفرعية لابد أن تدعم الأفكار الرئيسية ولا تكون منفصلة عنها، وهذا يجعل الأفكار تتدفق بشكل سلس. كذلك استخدام "لماذا" في كل فكرة، وتفسير كل نقطة يساعدك على تقديم الحلول بدلًا من عرض المشكلات على القارئ.
أعرف أنك تكتب لجمهور مشغول للغاية وليس لديه وقت كاف لقراءة وتفحص كل كلمة، لذا التزم بالمصطلحات الواضحة وابتعد عن الغموض التي تجعله يفهم مقصدك من أول وهلة.
بعض الممارسات التي يجب أن تتبعها لتكون كتابتك واضحة:
قارئ اليوم كسول بعض الشيء ويريد أن يحصل على المعلومة بمنتهى البساطة في عدة لحظات. أي إذا أمكنك كتابة معلومة في جملة واحدة لماذا تكتبها في جملتين؟!
القارئ عنيد ودائمًا يلوم نفسه عندما لا يستوعب شيئًا مما كتبته؛ لذا لا تضعه في هذه الحالة لأنهم لن يظلوا في لوم أنفسهم لفترة طويلة، وسوف يبحثون عمن هو أفضل منك في الكتابة!!
لكل كاتب هوية خاصة به، يجب الحفاظ عليها. تستند هوية الكاتب إلى مبادئ وأخلاقيات محددة. الأسلوب والمبادئ والأخلاقيات لا يمكن شرائها أو تعلمها بل هي أشياء مكتسبة توجد مع الإنسان منذ البداية وهي ما تصنع الأصالة الخاصة به.
ليس هناك شيء محدد يمكن ذكره لتحدد أسلوبك في الكتابة كل ما يمكن قوله شيئين:
القاعدة الأساسية في نمط أو أسلوب الكتابة هي "كُن نفسك".
أن تكون نفسك وتتحدث على طبيعتك سوف يجعل محتواك أصليًا بالإضافة إلى أنه يمنحك السلطة لدى جمهورك المستهدف؛ لأنه لا يرى هذا الأسلوب أو الكلمات لدى أي كاتب آخر، فقط لديك.
عندما تكتب بطريقتك الخاصة سوف يكون كلامك أكثر إنسانية، بدلًا من أن تتقمص أسلوب أي كاتب آخر ووقتها سوف تظهر كتابتك بطريقة آلية.
اكتب كما تتحدث، بهذه الطريقة لن تحتاج أن تتصنع أو تكذب، كل ما عليك هو أن تتحدث على طبيعتك، وبهذا الشكل تستطيع توصيل المعلومة بشكل مبسط للغاية. أي عندما تكتب بشكل يعتمد على "المحادثة"، تمامًا كأنك تتحدث لصديقك وليس مجرد كلام مرصوص على الورق.
مهما كان الوسط الذي تنشر فيه كلامك، جميع القراء يفضلون أسلوب الحوار. تذكر أنك تكتب لجمهورك وليس لمحركات البحث أو حتى دور النشر.
تذكر ألا تبالغ في كتابتك، ولا تذكر "أنا" في كلماتك حتى لا يشعر القارئ أن لديك غرور في تقديم المعلومة؛ لأنه ببساطة لم يشتري كتابك أو يتصفح مدونتك من أجل أن يعرف المزيد عنك، بل هو يريد معرفة المزيد من المعلومات حول موضوع محدد، أو يبحث عن حل لمشكلة ما، أو يريد إضافة تجربة تجديده إلى حياته.
توضح هذه النقطة أن كل ما تكتبه يجب أن يكون متسق مع بعضه البعض، حتى لا يشعر القارئ بأن هناك العديد من الأشخاص يشاركون في الكتابة وليس شخصًا واحدًا، ولا يجد في النهاية شيء متماسك. تتمثل الوحدة في تحديد وجهة النظر الذي تكتب من خلالها وكذلك تحديد صوتك ونغمتك الخاصة.
هل ستكتب من خلال وجه نظر:
الشخص الثاني: الشخصية هنا هي جمهورك، استخدم "ستري" أو"ستتعلم"، عندما تستخدم صيغة "أنت" تظهر مزيد من التعاطف وتوضح مدى فهمك للمشاكل التي يمرون بها وتخلق تواصلًا فعالًا بينك وبينهم.الوحدة كذلك تتمثل في نغمة الكتابة، هل تريد أن تتبع الأسلوب الرسمي أم الأسلوب المرح أم الأسلوب العلمي...وغيره. حدد النغمة التي تريد أن تكتب بها، ولا تخلط بين أكثر من نغمتين معًا، حتى لا يتحير جمهورك ولا يعرف من يتكلم في النهاية.
الصوت: يساعدك على التواصل، كما أنه يمنح الجمهور الاحساس بأن هناك شخص ما يتحدث معه أثناء القراءة. كما أن الصوت هو الشخصية العامة التي تعبر عن كتابك- مدونتك...أيًا كان ما تكتبه. كما أن صوتك الخاص لا بد أن يكون متوافقًا مع رسالتك الشخصية وأهدافك وقيمك.
النغمة: تتكيف النغمة مع المواقف المختلفة، أي إذا كانت طريقتك الخاصة هزلية بعض الشيء، وتكتب مقال عن شيء قانوني أو طبي بالتأكيد لا يتناسب في هذا الموقف. كذلك عليك أن تعرف الرسالة العاطفية التي تريد أن ترسلها إلى الجمهور المستهدف الخاص بك، هل تريد أن يكونوا سعداء، متحمسين…
بعض الكتاب يقدمون محتوى غير مفيد بالمرة، بل يكتبون لمجرد الكتابة ونشر شيئًا بشكل دوري، بالطبع هذا خاطئ. اكتب كل كلمة بحيث تقدم قيمة للقارئ وتغير حياته بشكل أفضل، عندما يكون محتواك مفيدًا سوف تجعل القراء يمنحوك الثقة التي تحتاج إليها.
تكون الكتابة مفيدة عندما تحدد هدفك منها منذ البداية؛ لهذا عليك أن تسأل نفسك:
في كل مرة تكتب فيها فكر كيف تحول المعلومات التي تجمعها إلى كلمات وجمل مفيدة وواضحة. لا تكتب من أجل الكتابة فقط أو لأن ميعاد النشر قد حان، جمهورك لن يغفر لك أن تقدم له شيء دون المستوى خاصة إذا تعود منك على الحصول على شيء مميز في كل مرة.
في كتاب Nicely said أوضح أن عليك الاهتمام بالقراء ومحاولة خلق علاقات لطيفة معهم من خلال:
بهذا الشكل سوف تجعل القراء يأتون إليك مرات ومرات وتؤسس معهم علاقات قوية.
البعض يعاني من ضعف الأسلوب لأنه لم يلتزم بالنقاط السابقة في الكتابة ويعمل على تنفيذها في محتواه. يأتي ضعف الأسلوب كذلك نتيجة عدم وجود معلومات كافية نتيجة البحث غير الدقيق من أجل فهم جميع جوانب الموضوع.
الغرض من معظم الكتابات العظيمة هو الكشف عن الضوء الأخلاقي الذي نحن عليه، أي عليك اتباع البوصلة الأخلاقية في جميع كتابتك، التي تظهر من خلال اختيارك للكلمات والصوت والنغمة التي تعبر بهم عن نفسك. فالمفاهيم الأخلاقية الأساسية التي تؤمن بها بشدة، هي اللغة التي تكتب بها.
إذا كانت معتقداتك العميقة تدفع كتابتك، فإنها تساعد عملك ألا يكون مفتعل وصادق في نفس الوقت. في بعض الأحيان قد تقرأ قطعة من المحتوى وتجدها غير صادقة ومزيفة. لذا إذا كنت لا تؤمن بما تقوله، فالأفضل ألا تقوله.
"إذا لم يكن لديك الوقت لتقرأ، فلن يكون لديك الوقت (أو الأدوات) لتكتب" ستيفن كينغ
اقرأ كأن القراءة هي عالمك الوحيد، إن أفضل الكتاب هم أيضًا قراء حريصون، والقراءة بشكل منتظم هي طريقة سهلة لبدء تطوير مهاراتك في الكتابة. لا تلتزم فقط بمنشورات المدونة، لكن نوع في مواد القراءة. وسّع آفاقك إلى مواد أكثر تحديًا مما تقرأه عادة، وانتبه إلى بنية الجملة، واختيار الكلمات، وكيف تتدفق المواد. وكلما قرأت، زاد احتمال تطويرك لما يجعل القطعة فعالة للغاية وليس بها أي أخطاء.
نقطة البداية في الكتابة ستكون بالكثير من الاطلاع؛ ليس كما يفعل الكثيرون لمجرد المباهاة أو حشو أدمغتهم بكتب لا يطيقون فهمها. إقرأ فيما تحب.
تبدو الكتابة الجيدة صعبة دائمًا، لكن التوجيه والتنظيم يجعلها أسهل ألف مرة. الكتابة تشبه الرياضيات إلى حد كبير، فهي تتطلب النظام والترتيب من خلال هيكل محدد لكي يشعر القارئ في النهاية أنه المسيطر ويحصل على القدر الكافي من الفائدة من العمل.
الجميع يظن أن الكتاب الذين تحصل مؤلفاتهم على لقب "أفضل الكتب مبيعًا"، يجلسون صباحًا على مكاتبهم ويشعرون بالرضا تجاه موهبتهم، وأن لديهم قصص رائعة عليهم روايتها بكلماتهم التي لا مثيل لها. بالتأكيد هذه لا يحدث، وإذا كنت تعتقد ذلك فأنت واهم…
لا أحد منهم يكتب المسودة الأولى بشكل أنيق. فالمسودة الأولى تظل المسودة الأولى مهما حدث!
من هنا أوضح دونالد م. موراي أن الكتابة يجب النظر إليها على أنها عملية تمر بالعديد من المراحل وليس فقط المنتج النهائي. ووضح تعريف الكتابة على أنها: سلسلة من الإجراءات التي يتخذها الكاتب في إطار إنتاج نص يلبي أهدافهم وتوقعات قراءهم (إن وجد).
حدد دونالد مراحل الكتابة على النحو التالي:
البعض لا يتبع هذه المراحل الخاصة بالكتابة، لكن إذا اتبعتها ستجد كتابتك تتحسن بشكل كبير؛ لأن كل خطوة منهم تتطلب تحسين مهارة معينة وفصلها يسمح لك بالتركيز على ما هو مطلوب من أجل تحسين هذه المهارة وجعل كتاباتك أكثر بساطة ومتعة وفعالية.
تذكر: أن من أكبر المشكلات التي تتعرض لها الكتابة أن الجميع يركز على النتائج دون التركيز على العملية نفسها.
هذه المرحلة تأخذ ما يقارب من 85% من وقت الكاتب؛ لأن المراحل التالية تعتمد عليها اعتمادًا كليًا. تتضمن مرحلة ما قبل الكتابة عملية البحث من حيث:
على سبيل المثال، إذا كنت تكتب كتابًا عن المحتوى التسويقي وبهذا تكون حددت الفكرة الرئيسية التي تدور حولها كتابتك. يأتي دور البحث عن الأفكار الفرعية للموضوع، ومعرفة مدى ارتباط المحتوى التسويقي بالعلوم الأخرى، والبحث عن وجهات النظر التي تم تناولها من قبل للوصول إلى نقطة التفرد التي ستتناول من خلالها موضوعك، ما المشكلات الموجودة فيه وكيف يمكن حلها بشكل مبتكر.
بعد ذلك ندرس الجمهور المستهدف جيدًّا وما الذي يحتاج إلى معرفته من خلال هذا الكتاب، في النهاية نحدد الشكل العام الذي نسير عليه لتكون عملية الكتابة أكثر سلاسة وسرعة وننتهي من المسودة الأولى في أسرع وقت.
إذا اتبعت ذلك سواء كنت تكتب مقالة أو كتاب أو حتى منشور على وسائل التواصل الإجتماعي سوف تجد كتاباتك تسير نحو الأفضل وتمنح الجمهور المستهدف الفائدة التي يسعى إليها. فالكتاب الجيدون هم من يضعون الخطط قبل البدء في الكتابة، أما الكتاب السيئون لا يعنيهم ذلك الترتيب ويبدأون في الكتابة على الفور؛ لهذا تجد كتاباتهم غير مترابطة.
تضم كتابة المسودة الأولى، وتعد أسرع مرحلة. يكون فيها الكاتب أكثر إلتزامًا لكي يسلم شيئًا ملموسًا. أثناء مرحلة الكتابة يظهر كل شىء بوضوح، حيث تبدأ في ترتيب المعلومات التي جمعتها بتسلسل واضح، ووقتها تكتشف أي الأجزاء التي تحتاج إلى المزيد من البحث، وأيها تحتاج إلى التعديل، وما يحتاج إلى الحذف تمامًا، لكن لا تشتت نفسك بكل هذا عليك فقط أن تضع بعض ملاحظاتك على كل جزء لترجع إليه فيما بعد في مرحلة إعادة الكتابة.
تعتمد مرحلة الكتابة على التركيز على الأفكار وليس على الألفاظ؛ لأن الهدف منها توضيح المعنى وليس التفكير في القواعد النحوية والإملائية، والبحث عن كل كلمة مناسبة لهذا الجزء. الغرض من هذه المرحلة هي تنظيم الأفكار بشكل مكتوب؛ ليكون من السهل مراجعتها بشكل واضح.
بعد كتابة المسودة الأولى حان الوقت لإعادة التفكير في كل جزء كتبته، هل الموضوع مازال ينقصه شيء، ما الأجزاء التي تحتاج إلى المزيد من المعلومات، وما الأجزاء التي تحتاج إلى حذفها بالكلية (يكون هذا الجزء أسهل إذا كنت تدون ملاحظاتك أثناء الكتابة أولًا بأول). بالإضافة إلى مراجعة كل جزء من حيث صحة المعلومات التي كتبتها، من ناحية قواعد النحو والصرف والقواعد الإملائية.
تعتمد هذه المرحلة على إصدار حكم مناسب على العمل المنتج ككل من أجل تعديله وإخراجه بالصورة الكاملة من حيث الشكل والمضمون والأسلوب؛ لأن عملية إعادة الكتابة أشمل بكثير من مجرد تصحيح الأخطاء والحذف والإضافة.
أي أن عملية إعادة الكتابة والمراجعة هي عملية إعادة قراءة النص بأكمله بمنتهي الدقة والتمعن، حيث يتحول فيها الشخص من وجه نظرة الكاتب إلى وجهه نظر القارئ؛ وبهذا يعرف مواطن الضعف والقوة التي تحتوى عليها نسخته ومحاولة تدعيمها، وإجراء التعديلات اللازمة عليها من أجل إخراج النسخة بشكل نهائي دقيق. تتضمن مراحل إعادة الكتابة:
تختلف هذه المراحل من كاتب لآخر، حيث تعتمد على عادة الكاتب، ومستوى إنتاجيته، ومدى النضج الذي وصل إليه في الكتابة. اعلم أن هذه المراحل لا تسير بشكل خطي ثابت، حيث من الممكن أن يطرأ عليها تغيير في أي لحظة، بمعنى من الممكن أن تكون انتهيت من مرحلة الكتابة، لكن هناك بعض الأسئلة التي ظهرت لك أثناء الكتابة وتريد التعمق فيها أكثر من خلال عملية البحث، في هذه الحالة تعود مرة آخرى إلى مرحلة ما قبل الكتابة من أجل المزيد من البحث، ثم ترجع إلى الكتابة مرة آخرى.
يحصر الكُتاب مشكلة عدم القدرة على الكتابة في عدم وجود الإلهام، لكن السبب الرئيسي في عدم الكتابة هو ضعف التجهيز لمرحلة الكتابة نفسها. أي لا يحدد من البداية الموضوع الذي سيتناوله، كذلك لا يحدد الجمهور المستهدف، والطرق التي تساعده على جعل كتابته أكثر مصداقية وواقعية، وما هي المصادر التي تدعمه. تعد مرحلة ما قبل الكتابة مرحلة للتفكير والتنظيم التي تُبنى عليها المراحل التالية.
قد تبدو مرحلة البحث بديهة للغاية لدى البعض، لكن الكثير يتجاهلها ولا يلجأ إليها إلا عند عدم قدرته على الاستمرار في الكتابة. من الطبيعي ألا تعرف كل شيء في هذا العالم ومن هنا جاءت عملية البحث قبل الكتابة؛ لأن أي قطعة من المحتوى يجب أن تذهب بعيدًا عن تجربتك ومعرفتك الشخصية، وبهذا توفر لك عملية البحث دليلًا ماديًا حول مدى نجاح فكرتك، وبالتالي يكون لديك القدرة على إقناع الآخرين بها. تعتبر عملية البحث بمثابة تطوير للفكرة التي تريد الكتابة حولها.
تعد عملية البحث الجزء الممتع لأي شخص، حيث تتعلم من خلالها المزيد والمزيد من المعلومات حول الموضوع، وتجعلك تفكر بشكل أعمق في أهدافك.
عملية البحث هي أساس مرحلة ما قبل الكتابة، وبدون هذه الخطوة لن تصبح كتابتك متماسكة وقوية وكافية لإقناع جمهورك المستهدف. لكن قبل أن تمسك أي كتاب أو تضغط على لوحة المفاتيح للبحث عن أي شيء، خطط لعملية البحث كي لا تعلق بها طوال حياتك، التخطيط يساعدك على تحديد الطريق من البداية حتى النهاية، وكذلك على معرفة ترتيب الأفكار الذي يجب البحث فيها.
الخلاصة: الترتيب والتنظيم هو أساس نجاح عملية البحث؛ لأن 20% من جهود البحث تشكل نحو 80% من جهود الكاتب.
ترجع أهمية عملية البحث إلى:
تشمل عملية البحث بداخلها العديد من المراحل الأخرى ومنها:
كما ذكرنا من قبل لا بد أن يكون لك هدف محدد من عملية الكتابة نفسها والتي أشرنا إليها بـ " لماذا"، كذلك كلما فكرت في كتابة قطعة من المحتوى عليك أن تحدد الأهداف قصيرة الأجل و طويلة الأجل. وكذلك تحديد الأهداف التي يسعى الجمهور للحصول عليها من خلال قراءة ما كتبته.
تتضمن الأهداف كذلك تحديد الموضوع ومدى أهميته بالنسبة لك وللمجتمع، وأهم الأفكار التي ترغب في تسليط الضوء عليها. توضح لك هذه الخطوة بعض الأفكار العامة المتعلقة بالموضوع.
من ضمن الأهداف التي عليك تحديدها هل ستكتب (رواية، كتاب، مقالة، منشور على السوشيال ميديا، رسالة بريد إلكتروني….)
تحديد الأهداف يساعدك بشكل كبير على تحديد أهم النقاط الواجب التركيز عليها، والنقاط الواجب إهمالها.
من أهم الأجزاء في مرحلة ما قبل الكتابة. نعلم جيدًّا أن الأفكار تأتي إلينا غالبًا ونحن غير مستعدين لاستقبالها وفي أوقات لا نتوقعها؛ كوقت قيادة السيارة، قبل الذهاب إلى النوم، وقت غسيل الأسنان. الأفكار لا تأتي بسهولة لكن إذا جاءت في أي وقت فعليك تدوينها في الحال.
كل شخص وله طريقة مختلفة في عملية توليد الأفكارسواء كان يعتمد على بعض الأدوات المتاحة أونلاين مثل:
أو كان يعتمد على بعض الممارسات مثل:
العصف الذهني
من خلال عملية العصف الذهني" Brainstorming"، نحصل على أفكار كثيرة من أكثر من وجه نظر وبصورة سريعة تساعدك على إنشاء محتوى فريد ذو قيمة عالية، بعض هذه الأفكار لا تكون مناسبة لليوم، لكن ربما تناسب الغد، بعض هذه الأفكار تكون قوية والبعض الآخر ضعيفة، الهدف هنا هو تجميع أكبر قدر من الأفكار ومن الممكن اختزالها فيما بعد حتي تحصل علي المحتوي الذي يتناسب مع هدفك.
هناك بعض الممارسات التي يجب اتباعها عند القيام بعملية العصف الذهني:
استراتيجية الأسئلة الصحفية
تعتمد هذه الطريقة على طرح الكثير من الأسئلة قبل البدء في الموضوع، وتحديد الإجابة الخاصة بكل سؤال، هذه الأسئلة تساعدك في فهم الموضوع الذي تكتبه أكثر والحصول على فهم أعمق له. من الممكن أن تتم هذه الأسئلة على شكل فردي أو من خلال المجموعة التي تفضل الحصول على رأيها. من بين هذه الأسئلة:
الخرائط الذهنية
تعد أداة رائعة حيث تجعلنا نكتب كلمة في منتصف ورقة. ثم يتم ربط الكلمات أو العبارات ذات الصلة لهذه الكلمة الأصلية في الوسط. في النهاية سوف تحصل على كمية كبيرة من الأفكار المرتبطة بهذه الكلمة الأساسية.
محركات البحث
يمكن استخدام محركات البحث في إنشاء أفكار للمحتوى، فهي تساعد على معرفة الكلمات الرئيسية التي يكتبها جمهورك للبحث عن الموضوع الذي تقدمه. جوجل أيضًا تمنحك عملية الإكمال التلقائي Autocomplete أي عندما تكتب كلمة في البحث يساعدك في الحصول على العديد من الاقتراحات قد تكون لم تفكر فيها من قبل.
كما يوفر Related searches وهي اقتراحات لبعض الموضوعات المتعلقة بما تبحث عنه.
المقابلات الشخصية
الكتابة لا تتم بمعزل عن العالم، كما تصور لك الكثير من الأفلام في أغلب الأحيان. فكل كلمة تكتبها تؤثر على القراء؛ لهذا حاول أن تجتمع بهم لتعرف الكلمات التي يستخدمونها لتكون بالقرب منهم.
كذلك الأشخاص من حولك يمتلكون عدد هائل من المعلومات، كل ما عليك هو التقاط الهاتف وبدء الحوار معهم، أو مقابلتهم في مطعم، أو من خلال البريد الإلكتروني. تذكر ألا تجعل الأمر مهنيًا، بل اجعله نابع من الصداقة حتى تحصل على المعلومات بالمشاعر المختلفة لكل شخص.
من المهم أن تتم عملية المقابلات الشخصية بشكل منظم من خلال:
تمنحك المقابلات الشخصية فرصة هائلة للتعرف على كيفية تعامل القارئ مع المعلومة التي سوف تطرحها وكيف يفكر فيها.
أغلب هذه الأفكار ربما لا تكون مؤهلة للكتابة، لهذا عليك اختبار صحة هذه الأفكار قبل البدء في البحث. أي اسأل نفسك قبل الكتابة هل تود البحث والكتابة في هذا الموضوع أم لا؟ حتى لا تقضي يوم أو شهر أو سنة في موضوع لن يفيدك بشيء. في نفس الوقت، خذ عينة عشوائية من الجمهور الذي توجه له كتابتك واسأله عن رأيه، اسأل كذلك أصدقائك المقربين حول هذه الفكرة.
كل فكرة لها سياق محدد تتناول من خلاله، أي هناك أفكار يمكنك الاستفادة منها في كتاب وآخرى في مقالة، وآخرى لا تصلح إلا في تغريدة بسيطة :)
إلى من تكتب؟
لمن توجه رسالتك. تحديد الجمهور المستهدف من الكتابة يدعم كل مرحلة من مراحل كتابتك، حيث يلهمك بالأسئلة التي يحاولون العثور على إجابتها، وبهذا تحاول توفير لهم الإجابة من خلال كتابتك. أي تحديد الجمهور المستهدف هو الذي يقود عملية الكتابة من البداية.
في كتاب البقرة البنفسجية لـ سيث جودين قال: " لا تحاول أن تجعل منتجك للجميع؛ لأن هذا المنتج ليس لأحد." وبالمثل لا تحاول أن تجعل موضوعك يشمل الجميع؛ لأنك في النهاية سوف تجد نفسك تكتب بشكل عام وغير متخصص حتى لا يكون صعبًا على فئة بذاتها.
على سبيل المثال، إذا فكرت في استهداف فئة الأطباء سوف تعرف جيدًا الكتابة بالمصطلحات الخاصة بهم؛ لأنهم يفهمونها جيدًا. فما يكون سهلًا على الطبيب سيكون صعبًا على فئة المهندسين...وهكذا.
ليس هناك عملية كتابية لا تتطلب البحث، وإضافة المعلومات من المصادر المختلفة، لكن الأمر يتطلب بعض التخطيط والتنظيم؛ لأن هناك العديد من الكتاب ظلوا عالقين لفترة طويلة في عملية البحث ولم تنشر لهم أي أعمال إلا بعد فترة طويلة. لهذا وفرنا لك بعض الممارسات التي يجب أن تتبعها وهي كالتالي:
قبل أن تبدأ في البحث عليك أن تحدد الأفكار الرئيسية والفرعية التي تبحث فيها، من خلال تدوين أسئلة محددة حول هذه الأفكار، وحدد الوقت المناسب لكل فكرة متى تبدأ منها ومتى تنتهي.
اجعل كذلك أجزاء البحث مترابطة بينها وبين بعضها ليكون من السهل عليك الوصول إلى المعلومات بشكل مترابط، وهذا سوف يجنبك البحث في موضوعات لا علاقة لها بموضوعك. هذا التنظيم سوف يساعدك على تأمل البيئة التي تكتب فيها.
على سبيل المثال إذا كنت تكتب حول "Inbound marketing" ، في هذه الحالة يساعدك البحث على:
إذا كنت تكتب حول "Inbound marketing" سوف تكون عناصرك الأساسية هي :
داخل كل عنصر من هذه العناصر الأساسية سوف تجده يتضمن مجموعة من الأفكار الفرعية. إذا نظرنا مثلًا لجزء المحتوى نجد أن الأجزاء الفرعية التي سنبحث عنها على سبيل المثال لا الحصر هي:
الأمر ينطبق كذلك على كافة العناصر الرئيسية التي حددنا في بداية الكتاب.
بعد تدوين كافة الأسئلة التي تدور في ذهنك، سوف تجد أن هناك بعض الأسئلة التي تتناول نفس النقطة، يمكنك الاستفادة من اختلاف الكلمات الرئيسية في الحصول على نتائج مختلفة في هذا الموضوع.
المصادر كثيرة للغاية؛ لهذا قرر أي اتجاه سوف تسلكه من البداية في عملية البحث. تشمل المصادر التي يمكن أن تعتمد عليها في مراحل البحث كل ما يأتي:
ليس عليك أن تعتمد على كل هذه المصادر، لكن اختار الأفضل منها بما يتناسب مع موضوعك والمتاح لديك.
ليس من الطبيعي أن تعتمد في موضوع كتابك أو مقالتك على مقابلة لشخص مهم قد لا تحصل عليها في حياتك، وتظل تحاول وتحاول لتحصل عليها وفي النهاية تلغي مشروع الكتابة بأكمله؛ لأنك لم تستطيع مقابلة هذا الشخص.
الأفضل أن تنوع بين المصادر أي امزج بين الكتب والمقالات والفيديوهات. كذلك لا تعتمد على جوجل فقط في عملية البحث؛ لأنه يجعل عملية البحث متفرعة ولا نهاية لها، اذهب إلى المكتبة واختار الكتب بنفسك. تأكد جيدًّا أن جميع المصادر التي تعتمد عليها في البحث هي مصادر موثوق بها ومعروفة.
كيف تجمع معلوماتك بشكل منظم؟ كيف ترتبها سويًا حتى لا يكون هناك فوضى أثناء مرحلة الكتابة؟ هذه الأسئلة عليك تحديد إجابتها بدقة؛ لأنها تساعدك في الحصول على أقصى استفادة من عملية البحث. هذا النظام يرجع إليك أنت؛ لأنك الوحيد القادر على معرفة أفضل طريقة تعمل بها.
إذا كنت تعتمد على الكتب، هناك من يستخدم أقلام التحديد في وضع علامات مميزة على الأجزاء المهمة، البعض الأخر يستخدم ورقة صغيرة ويكتب ملاحظاته حول كل جزء داخل الكتاب، هناك آخر ينقل الكلام الهام في ملف واحد على الكمبيوتر؛ ليكون من السهل الرجوع إلى مكان واحد بدل تصفح الملاحظات في العديد من الكتب.
أما إذا كنت تعتمد على المقالات، سوف تجد من يحفظها داخل الإشارات المرجعية Bookmark للرجوع إليها لاحقًا، هناك من يحصل على الأجزاء المهمة في المقال ويدونها في ملف ويضيف رابط المقال في النهاية، وفي هذه الحالة سوف يكون من السهل عليه تحديد الكلمات بألوان مختلفة وتمييز الفقرات، سوف يمنحك الملف الإلكتروني كل الخيارات بسهولة.
هذا التنظيم سيسهل عليك الرجوع إلى أي نقطة أثناء الكتابة بسرعة وسهولة، كما أنه يوضح لك أهم الأجزاء التي جذبت انتباهك وسوف تعتمد عليها بشكل رئيسي في كتابتك.
تذكر: عملية الكتابة تكون أسرع كلما نظمت أفكارك ووضحتها بتسلسل في ملف.
دائمًا يُطرح سؤال هل تدوين الملاحظات بالورقة والقلم أفضل أم من خلال لوحة المفاتيح؟
تساهم تدوين الملاحظات عقلك على سرعة التقاط المعلومة وحفظها وتذكرها، والقدرة على استرجاعها في الوقت المطلوب، وهذا بالتأكيد يزيد من إنتاجيتك. كتابة الملاحظات باليد ستجبرك على تجميع المعلومات، مما يساعدك على حفظها وتذكرها.
إذا كنت في اجتماع أو مقابلة، وتأخذ ملاحظاتك يدويًا، في الغالب لا يمكنك مواكبة المعلومات التي يتم تقديمها. لهذا تُجبر أدمغتنا على تجميع المعلومات بسرعة في فئتين: "مهم: اكتب هذا" و "غير مهم: لا تكتب هذا".
لكن بالتأكيد أن تجد الطريقة الأفضل التي تساعدك على تدوين الملاحظات بشكل فعال ومناسب.
عملية البحث رائعة، أليس كذلك؟! لكن لابد أن تكون لها حد معين ويجب أن تتوقف عند نقطة محددة، وإلا لن تنتهي هذه المرحلة أبدًا. جميعنا نريد أن نصل إلى نهاية الكأس في كل معلومة نبحث عنها، لكن المشكلة أن هذه الكأس لا تنتهي أبدًا.
نريد الكمال، ونريد ألا ينقصنا شيء على الإطلاق، لهذا تجد بعض الكتاب يقضون سنوات وسنوات في كتابة عمل واحد نتيجة مرحلة البحث. من هنا عليك أن:
تحدد موعد نهائي لعملية البحث قبل أن تبدأ فيها، وتنتهي وقتها، ثم تبدأ في الكتابة وفي مرحلة إعادة الكتابة سوف تعرف أي الأجزاء التي عليك البحث فيها مجددًا وفي الغالب سوف تكون أجزاء بسيطة لكن تكلفك وقت كبير.
ركز فقط على أفضل الكتب والمقالات في الكلمات الرئيسية والمواضيع التي حددتها؛ لأنه من الصعب قراءة كافة الكتب الموجودة في نفس الموضوع.
في نهاية الكتاب أو المقالة يفضل أن تضع المصادر التي اعتمدت عليها في كتابتك، مثل أسماء الكتب والروابط والفيديوهات...وغيرها؛ ليكون من السهل على القارئ الوصول لهذه الروابط بسهولة بعد الانتهاء من القراءة. هذه الروابط كذلك تزيد من المصداقية بينك وبين القراء؛ لأنها توضح لهم كم أنت باحث جيد، وتصل إلى المعلومة الحقيقة قبل أن تكتب كلمة واحدة.
البحث وسيلة ممتعة وغنية بالمعلومات، لكن البعض يستخدمها كوسيلة للمماطلة. لذا ابدأ فورًا بالكتابة.
يساعد المخطط التفصيلي على تفكيك اللغز الذي قمت به أثناء مرحلة البحث. حتى إذا كنت تتبع ترتيب الأفكار الرئيسية والفرعية سوف تظهر في مرحلة البحث العديد من الأفكار الأخرى التي عليك ترتيبها ترتيب منطقي لتبدأ في كتابة مسودتك الأولى بمنتهى السلاسة.
في هذه المرحلة، حدد الأجزاء الهامة التي توصلت إليها والتي تريد إدراجها في محتواك. هذه الخطوة تكون أكثر شمولًا وتفصيلًا من تحديد الأفكار في مرحلة البحث، لأن جميع الأفكار هنا تكون ملموسة وواضحة.على سبيل المثال، إذا كنت انتهيت من فهرس المحتويات قبل عملية البحث، يجب في هذه المرحلة إعادة هيكلة الفهرس ويمكنك أن تضع نبذة بسيطة حول كل فكرة كيف تريد التعبير عنها.
يساعدك المخطط التفصيلي على تحديد خطة الكتابة كاملةً، ومعرفة الوقت الذي سوف تستغرقه كتابة المسودة الأولى، ومرحلة المراجعة...
نعلم أن المسودة الأولى سيئة، لكننا نحتاج إلى شيء أولى نبدأ منه، وعند الانتهاء منها يمكن تعديلها وكتابة كل شيء بالشكل الذي تفضله بصورة أكثر دقة.
هناك بعض المشكلات التي تعوق مرحلة الكتابة وسوف نتطرق إلى البعض منها:
تحدث لأغلب الكتاب وأي شخص يعمل في المجال الإبداعي، حيث تنقطع الأفكار ولا تجد شيئًا تكتبه، وكأن هناك سد يمنع من تدفق الكلمات على الورق. في هذا الوقت بالتحديد تجد صوتك الداخلي يخبرك " أنك تأخرت عن أداء مهامك وحان وقت التسليم، كل هذه الأفكار تم تناولها من قبل، هذه الكلمات ليست المناسبة...وغيره مما يزيد الألم.
نعرف الإحباط الذي ينتج عن متلازمة الورقة البيضاء، لكنها في الحقيقة مجرد خرافة كبيرة نوهم أنفسنا بها، لأنها مجرد غطاء لأشياء أخرى مثل:
في الحقيقة ليس هناك أي مشكلة أن تخاف لكي تكتب شيء مميز وفريد، فعندما تشعر بأنك لست جيد أفضل كثيرًا من أن تشعر بأنك كاتب عظيم وتصاب بالغرور. اجعل الخوف حافز الكتابة لديك، ولا تجعله يؤثر بالسلب ويجعلك تتراجع عن الكتابة.
كل هذه الأمور تجعلك لا تكتب حرفًا واحدًا. للتغلب على هذه المشكلة يجب أن تضع لنفسك خطة وتلتزم بها. قرر عدد الكلمات التي سوف تكتبها في اليوم أو عدد الصفحات التي ستنهيها (تحدثنا عنها سابقًا في نقطة تحديد الميعاد النهائي وقياس قدرتك على الكتابة)
إذا واجهتك متلازمة الورقة البيضاء أي عدم القدرة على الكتابة عليك أن تكون صبورًا، وتبحث عن الكلمات المناسبة للموضوع؛ لهذا السبب لا يجب الكتابة والتعديل في نفس الوقت.
ابدأ دائمًا بالجزء الحاضر في ذهنك، أي إذا كان الفصل الأول جاهز اكتبه على الفور، إذا كان الفصل الأخير لا تتردد في الكتابة حتى لا تضيع أفكارك وكلماتك أثناء انتظارك إلهام الفصل الأول.
إذا شعرت بالتوتر وأن عقلك ليس متعاونًا معك، هدأ من نفسك وغير من الأجواء التي تعمل بها، اذهب قليلًا للمشي لتمنح عقلك الوقت الكافي للتفكير في الأمر قبل كتابة كلمة واحدة على الصفحة.
لا أحد سوف يحب كتاباتي!
في هذه اللحظة تشعر وأن الجميع يقف خلفك، يراقب كل ما تكتبه ووقتها لن تستطيع كتابة حرف واحد على الإطلاق!!
لا يعرف أغلب الكتاب العظماء كم هم رائعين ويجدر بهم الكتابة وإخراج أعمالهم للنور على عكس الكثير من الكتاب السيئين الذين يثقون بأنفسهم حد الغرور ويظلوا في عرض أعمالهم السيئة على الجمهور.
هذا تمامًا ما يوضحه كروجر من خلال المنحنى الخاص به، أن ثقة الإنسان بنفسه تصل إلى 100% ويميلون إلى المبالغة في قدراته عندما تكون خبرته في مجال ما صفر، أما عندما تزداد معرفة الإنسان وخبرته على مرور الأيام فأن ثقته بنفسه تقل.
أثناء الكتابة أطفأ الإنترنت.
نعم، عليك أن تفصل جهازك عن الإنترنت، وتترك هاتفك بعيدًا، ليس فقط لكي لا تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الوارد أو ترد على المكالمات، بل لكي لا تذهب وتبحث عن أي معلومة عارضة طرأت على بالك فجأة تخص ما تكتب، وحينها سوف تتجه إلى محركات البحث للحصول على الإجابة المطلوبة، في النهاية سوف تستغرق منك العملية ساعات دون أن تدرى.
في هذه الحالة، اكتب كل ما في بالك وحدد النقطة التي تريد البحث عنها وجميع الأسئلة التي تدور حولها، وبعد الانتهاء من الكتابة يمكنك البحث مرة واحدة والغوص في ذلك المحيط مرة آخرى.
كما ذكرنا سابقًا، في هذه النقطة بالتحديد، لا يوجد شيء صحيح وشيء خاطئ بل أنت الذي تختار بيئتك التي تجعلك في أعلى انتاجية. إذا سألت العديد من الكتاب سوف تجد من يفضل الكتابة في المساء وآخر يفضل الكتابة في الصباح، وهناك من يحب الكتابة وسط الضوضاء، وآخر ينعزل عن العالم بأكمله. ستجد الذي يحب الكتابة في المطعم، وآخر يحمل أدواته ويكتب في المكتبة وسط أحضان الكتب. الآن، عليك أن تعرف البيئة التي تجعلك أفضل انتاجية وتساعد كلماتك في الظهور على الورق بمنتهي الطلاقة والسلاسة. لا تتبع قانون أحد بل اصنع قانونك الخاص.
في مرحلة كتابة المسودة الأولى تجاهل كافة القواعد، فقط اكتب، اكتب، اكتب وبسرعة. لا تنظر خلفك أبدًا، لا تتوقف للحظة أو ثانية من أجل مراجعة أي شيء؛ سواء علامة ترقيم أو قاعدة نحوية، المراجعة سوف تأتي فيما بعد. سوف تراجع في مرحلة إعادة الكتابة كل شيء من حيث صحة المعلومات والقواعد الإملائية والنحوية… وغيرها. لهذا لا تهدر وقتك وركز فقط في كتابة كل الأفكار التي تأتي في رأسك. ليس هناك مشكلة أن تكتب بشكل سيء، إنها المسودة الأولى!
أغلب الكتاب يقعون فريسة للتوقعات بعد كتابتهم المسودة الأولى. فهم يظنون أن بعد كل هذا البحث والقراءة أن نسختهم سوف تكون أفضل من كل هذه الكتب التي بحثوا فيها، لكن هم يتجاهلون حقيقة مهمة للغاية وهي أن جميع هذه الكتب التي خرجت للنور، كانت بعد العديد من المسودات التي تم مراجعتها وتنقيحها.
هذا في النهاية يؤدي بهم إلى ما يعرف بـ شلل الكتابة "writing paralysis". ربما لا تدري أن أغلب الكتب التي تباع ضمن قائمة "الأكثر مبيعًا" كتابها يخرجون مسودتهم الأولى بأبشع شكل، لكنهم ماهرون في المراجعة والتعديل والتنقيح لآلاف المرات. تذكر أن لا شيء يُكتب دقيقًا وجيدًّا من المرة الأولى.
الكتابة تتطلب التركيز والطاقة. إذا كنت كاتبًا جديدًا، فلا تحاول الكتابة لساعات دون توقف. بدلاً من ذلك، امنح نفسك مهلة زمنية (مثل 30 دقيقة) للتركيز دون التحقق من بريدك الإلكتروني!
اخرج خارج إطار الورقة والقلم أو الشاشة أو أيًا كانت الأداة التي تستخدمها، حضر فنجان القهوة، مارس بعض الرياضة، استنشق بعض الهواء النقي أو غيرها من الممارسات التي تجعلك تسترجع نشاطك.
الكمال هو العدو الأول لأي كاتب، وهو الذي يجعل أي كاتب مرتبكًا بل مجنونًا طوال حياته. فالكمال هو العقبة الرئيسية بينك وبين المسودة الأولى.
بعض الأخطاء التي يقع فيها الكتاب، أنهم يعتقدوا أن الكمال هو الحل الوحيد والمناسب للكتابة الجيدة. اعرف جيدًا أنه مهما وصلت في مرحلة البحث أو الكتابة من الأناقة والترتيب سوف تحتاج إلى التعديل للعديد والعديد من المرات من أجل أن تكون كتابتك متزنة ومفهومة.
اجعل الكمال في هذه المرحلة يساعدك على عدم ترك الكثير من الفوضى التي عليك ترتيبها، على الرغم من الفوضى التي تتركها المسودة الأولى إلا أنها تساعدك على اكتشاف كنوز جديدة في كتابتك يمكنك تعديلها وتطويرها بالمزيد من البحث.
تذكر:إذا لم تستطع التغلب على كماليتك لن تتقدم في الكتابة.
تساعدك المسودة الأولى على تهيئة الأصوات التي في رأسك من خلال إخراجها على الورق. لهذا يجب إعادة تنسيقها من جديد.
يعد انتقاد عملك مهارة مهمة وتتطلب الكثير من الممارسة، مثل الكتابة نفسها. في هذه المرحلة تبدأ في قراءة مسودتك بعناية ودقة شديدة من أجل التأكد من صحة كل ما كتبت من حيث:
تذكر: إعادة الكتابة هي جوهر الكتابة نفسه.
الحشو اللغوي هي الألفاظ الزائدة، سواء كانت هذه الألفاظ مفردة، جملة، شبه جملة. في الغالب هذه الألفاظ لا تضيف أي معنى إلى الجملة وإزالتها لن يمثل أي مشكلة في المعنى أو تغير من سياق الجملة. (تساعدك على جعل كتاباتك أكثر بساطة ووضوح كما ذكرنا في جزء مهارات الكتابة)
التأكد من كتابة جميع الكلمات وفقًا للقواعد الصحيحة مثل الهمزات، التاء المربوطة والتاء المفتوحة والهاء، والحروف التي تزاد في الكتابة، والحروف التي تنقص من الكتابة. وكذلك مراجعة علامات الترقيم واستخدامها الصحيح في الجملة؛ ليكون الكلام واضحًا ويمنح المعنى المطلوب.
المراجعة لتحديد أخطاء التعبير اللغوي التي تتمثل في استخدام الجمل والألفاظ في مكانها الصحيح. وكذلك تحديد أهم الأخطاء اللغوية الشائعة التي يقع فيها الكثير أثناء الكتابة.
في مرحلة إعادة الكتابة شك في كل شيء؛ لكي تخرج نسختك رائعة 100% وخالية من الأخطاء. فكر في كل حرف وكلمة، هل هذا مكانهم الصحيح؟ هل يعبرون عما أقصد؟ ماذا إذا استبدلتهم في هذا المكان؟ هل هذا الترتيب منطقي للقارئ؟ هل الكلمات سهلة أم صعبة؟ هل الموضوع مترابط أم هناك بعض الأفكار الفرعية الواجب إضافتها؟ ...والكثير والكثير من الأسئلة. هذه الحالة عليك أن تعد قائمتك جيدًا لتعرف بالتحديد ما الأشياء التي قمت بمراجعتها حتى لا تنسي أي شيء.
عند قراءة المسودة الأولى ضع نفسك مكان القارئ. هل ما كتبته يقدم قيمة حقيقية لهم أم لا؟ هل المعلومات التي قدمتها كافية أم تحتاج إلى الكثير من البحث؟ هل الموضوع الأساسي واضح ومفهوم؟ هل الأفكار الفرعية مرتبطة ببعضها البعض في ترتيب حقيقي وواضحة أم لا؟
من المفيد أن يقرأ أحد أصدقائك ما كتبته بصوت عال، قد يبدو هذا محرج في البداية، لكن عندما تسمع كلماتك سوف تشعر بما يشعر به القارئ. لكن أهم شيء في مرحلة التغذية الراجعة أن تحدد ماذا تحتاج لمعرفته منها على وجه التحديد:
لكن احرص على الحصول على النقد البناء الذي يفيدك ويحسن من مستواك وليس النقد الذي يهدم كل ما تقوم به ويحطم معنوياتك وحتى إن كان كذلك عليك أن تثق بنفسك وبكل ما تقدمه.
كل هذا يساعدك على اكتشاف نقاط الضعف في المسودة الأولى، لتبدأ في إعادة الصياغة.
الآن، حان وقت النشر.
النشر أمر كبير ويحتاج إلى الكثير من الشجاعة. إذا اعترفت لنفسك بذلك، فأنت تمنح نفسك الفرصة في تحقيق ذلك - وتمنح الآخرين الفرصة للاستفادة من كل ما أنشأته.
بعض الأشخاص بعد المرور بهذه الخطوات السابقة، عند مرحلة النشر يشعرون أن ما كتبوه لا يستحق النشر على الإطلاق ثم يتركونه، ويبدأون في البحث عن فكرة آخري.
تجاوز هذه المرحلة وابدأ في التفكير في الوسط الذي ستنشر فيه، إذا كتاب هل سيتم نشره ورقي أم إلكتروني. إذا كنت تكتب مقالة، ستنشرها على مدونات معروفة أم سوف تؤسس مدونتك الخاصة.
لكن في المقام الأول عليك أن تتذكر لماذا تكتب، وتضغ غايتك أمامك قبل مرحلة النشر.