عندما تريد إنشاء فيديو أو تحريك شخصية أومجموعة شخصيات وفقاً لسيناريو محدد فإنك بحاجة إلى ستوري بورد Storyboard، لتتمكن من استعراض أحداث القصة بشكل متسلسل عن طريق رسم صورة متتابعة تبين هذه الأحداث، لتمكن العاملين على هذا الفيديو من متابعة تنفيذه. ففي هذا الفصل سوف نتعرف على تعريف الستوري بورد ولمحة تاريخية عنها، وكيفية رسمها بشكل دقيق، وسوف نتعرف أيضا على أنواع العدسات وحركة الكاميرات المختلفة التي سوف تؤثر في طريقة رسم الستوري بورد.
هو عبارة عن رسوم أو صور مرتبة بصورة متسلسلة الغرض منها عرض تصوير مبدئي للمشاهد في الأفلام والرسوم المتحركة والمواد الإعلامية والمواقع التفاعلية، وتتشابه لوحة القصة مع القصص المصورة (كوميكس) إلا أنها أكثر تفصيلا من ناحية تصوير المشاهد وزوايا الكاميرا، برغم أنها في اغلب الاحيان اقل دقة في الرسم.
الستوري بورد storyboard (القصص المصورة) فهي تُسهل تدفق العمل بين كل من المنتج والمخرج وطاقم العمل. بدأ استخدام الستوري بورد في صناعة الرسوم المتحركة في أوائل سنة 1900، فقام كبير الرسامين " وينسور ماكى winsor mcCay " بإبتكار شرائط هزلية عن الرسوم المتحركة الرائعة، وهذا من أقدم أشكال الستوري بورد.
وفي أواخر عام 1920 وفي أوائل ثلاثينيات القرن العشرين تم تطوير عملية رسم الستوري بورد بالشكل المتعارف عليه اليوم في استديوهات ديزني، وأصبحنا لا نحتاج إلى كتابة وصف للحركة حيث أن الرسومات تعبر عنها دون الحاجة إلى كتابة ما الذي تفعله الشخصية. وعلى مر السنين، أصبح استعمال الستوري بورد أكثر انتشارا، وتم استخدامها في كثير من المجالات مثل الرسوم المتحركة والإعلانات التجارية والأفلام والبرامج التليفزيونية.
وتتكون الستوري بورد من:
ملحوظة مهمة:
المشهد الواحد من الممكن أن يتكون من أكثر من لقطة ، فإختصار اللقطة ( sh ) واختصار المشهد ( SQ ) فمن الممكن أن نجد ( SQ1 ) بها ( sh1 ) ( sh4 ) و ( sh3 ) و ( sh2 ).
القطة الواحدة أكثر من حجم ولكل لقطة مسمى محدد ، وانواعها كالتالى :
عند التخطيط لإنشاء فيديو، فإن الخطوة الاولى في هذه العملية هي جعل النص المكتوب (السيناريو) ينبض بالحياة ليتم عرضه على الآخرين بشكل جيد، فالستورى بورد هي عبارة عن سلسلة مصغرة توضح تقسيم الفيديو، وتوضح المشاهد الرئيسية، وكيف سيبدو الإعداد لها ومن سيكون موجودا فيها، وما هي الإجراءات اللازمة للحصول عليه، فمعرفة الستوري بورد تُعد أمراً مهماً لكل شخص في الإنتاج للتواصل فيما بينهم، وليس شرطاً أن تكون قادرا على الرسم بشكل جيد، ويمكن انشاء الستوري بورد يدويا أو باستخدام أحد برامج الكمبيوتر مثل الفوتوشوب أو الإليستريتور.
ولرسم المشاهد داخل الستوري بورد نتبع الخطوات التالية:
قبل البدء في رسم الستوري بورد الخاص بك لابد من إنشاء جدول زمني لمعرفة مكان وزمان قصتك، فترتيب أحداث القصة بالترتيب الزمنى أفضل طريقة لتنظيم القصة حتى يمكنك البدء في بثها، فتقوم بعمل قائمة بالأحداث الرئيسية للقصة بالترتيب الذي سيتم إخبار المشاهد بها في شكل قصة على الشاشة. ونفس الفكرة إذا كنت تروى قصة لإعلان تجاري، فعليك تحديد المشاهد التي سوف تحدث ويتم ترتيبها على أساس التسلسل الزمني.
تهدف فكرة عمل الستوري بورد إلى إعطاء المُشاهد فكرة عن كيفية ترجمة القصة إلى فيلم لإظهار الأجزاء الرئيسية المهمة التي ستجذب المشاهدين. لذلك عليك أن تفكر في القصة بشكل مفصل لتكتشف اللحظات الأساسية التي ترغب في توضيحها على الستوري بورد، ثم اختر المشاهد التي سوف تُظهر تطوير حبكة القصة من البداية إلى النهاية، مثل نقاط التحول من مشهد لآخر أو من شخصية إلى أخرى، وقد ترغب أيضاً في تصوير التغييرات في الإعدادات، مثل إذا بدأت القصة في مدينة وانتقلت مع أحداث القصة إلى مدينة أخرى، فتأكد من أنها ستكون واضحة في الرسوم التوضيحية في الستوري بورد.
أما إذا كنت تروى قصة لإعلان تجاري، فإن العملية لا تختلف، فقط سوف تختار الصور الرئيسية التي تمثل تدفق واتجاه الإعلان من البداية إلى النهاية ، وأيضاً ضع في اعتبارك أنه بالنسبة إلى إعلان نموذجي مدته 30 ثانية ، يجب ألا تحتوى الستوري بورد على أكثر من 15 اطارا ، فيكون كل إطار ثانيتين في المتوسط.
الآن بعد أن تعرفت على المشاهد الرئيسية التي تحتاجها، فكر في كيفية إظهارها في كل خلية من الستوري بورد، ثم تحت كل خلية اكتب وصفا لهذه اللقطة فهذا سوف يساعدك على تحديد ما يمكنك رسمه بالضبط في الستوري بورد.
على سبيل المثال، قد ترغب في رسم خلية تُظهر محادثة بين شخصين رئيسيين في القصة، فتفكر ما الذي يجب نقله في هذه الصورة؟ هل الشخصيات متشاجرة أو مبتسمه أو غاضبة ؟ ، هذا بالتأكيد سوف يؤثر على طريقة تخيلك لكل لقطة داخل المشهد. ولابد من التفكير أيضاً في ماذا سوف يوضع في الخلفية خلف الشخصيات؟
يمكنك رسم قالب الستوري بورد الاساسى باليد ، يتم تقسيم الورقة إلى إطارات فارغة مستطيلة أو مربعة ويكون احجامها متساوية بإستخدام القلم الرصاص والمسطرة ، وإذا كنت تفضل الطريقة الديجيتال فيمكنك استخدام بعض البرامج مثل adobe illustrator أو indesign أو toonboom storyboard pro أو اى برنامج آخر لإنشاء القالب العام للستورى بورد في تنسيق أفقى أو رأسي.
ويجب رسم احجام الخلايا بنفس نسبة العرض التي سوف يعرض به الفيديو النهائى ، مثل نسبة 3:4 لشاشة التليفزيون أو 9:16 لشاشة السينما أو النسب الاخرى الحديثة ويمكنك الوصول إليها عبر الانترنت .
يتم حساب مقاس الشاشات حسب النظام المستخدم في عرض الفيلم أو الفيديو فلو كان فيلم فإنه يعرض علي شاشات السينما فيكون جودة ( HD ) مقاس(1920x1080) أو بعض المقاسات الحديثة مثل ( 2k - 4k - 8k ) .
وبالنسبة للفيديو فهناك مقاسات مختلفة :
تأكد من وجود مساحة بجانب كل خلية يمكنك فيها كتابة أوصاف الفيديو، ويجب أن يكون هناك أيضا عمود للصوت ، حيث يتم تضمين الحوار والأصوات والموسيقى.
ابدأ في إضفاء الحيوية على المشاهد من خلال عمل اسكتشات لكل خلية داخل القالب الذي صممته، وهذه مجرد مسودة أولية ، لذا لا تحاول أن تجعلها مثالية حيث يمكنك الرسم والمسح عدة مرات إذا اقتضت الضرورة.
وفي أثناء عمل الاسكتشات لابد من مراعاة العناصر التالية:
يتم إضافة بعض المعلومات بجوار أو أسفل كل خلية، اكتب وصفاً لما سوف يحدث في المشهد، مثل الحوار الذي سوف يحدث، وإضافة معلومات عن المدة الزمنية التي سوف تستغرقها اللقطة، واخيراً قم بإعداد الخلايا بحيث يسهل الرجوع إليها عند مناقشة الستوري بورد مع الآخرين.
بمجرد تحديد النقاط الرئيسية للموضوع ووضع شكل التصميم لكل إطار، قم بمراجعة الستوري بورد لإجراء التغييرات النهائية ، وتأكد من أن كل خلية توضح الإجراء الذي تريد أن تصوره ، قم بتعديل الأوصاف والحوار إذا لزم الأمر.
تذكر أنه ليس من الضروري أن تبدو الرسومات واقعية أو مثالية، ففى معظم الحالات، لا يلزم أن تكون الستوري بورد مثالية، ولكن تحتاج فقط أن يفهمها فريقك.
يختلف المشهد حسب نوع عدسة التصوير، فقد تكون زاوية الكاميرا واحدة ولكن بسبب اختلاف انواع العدسات يختلف المشهد.
ويوجد أنواع مختلفة من العدسات منها:
ليس هناك معيار محدد حول كيفية رسم حركات الكاميرا على الستوري بورد، لذلك إذا كنت لا تتذكر كيف ترسم حركة كاميرا معينة، فقط اكتب ما تفعله الكاميرا أسفل الكادر المرسوم، ويمكن أن تظهر تحركات الكاميرا والتحويلات على الستوري بورد عن طريق رسم أسهم تعبر عن المشاهد واتجاه الكاميرا أو الممثل أو اى شئ متحرك داخل الإطار.
فالأسهم ثلاثية الأبعاد هي أكثر دقة من الأسهم الثنائية الأبعاد لعرض الحركة في الستوري بورد، ولا يشير السهم الى الأعلى أو إلى الامام فقط، لكن يشير إلى الأعلى إلى شيء مرتفع أو العكس، أو قد يعنى إمالة الكاميرا .. وهكذا.
وهناك فرق كبير بين حركة العدسة وحركة الكاميرا، ففي حركة العدسة يظل وضع الكاميرا ثابت ولكن تتغير العدسة سواء بالتقريب ( zoom in ) أو بالبعد ( zoom out ) ، أما حركة الكاميرا فتكون تقريب (truck in ) أو تبعد ( truck out )، وحركات الكاميرا التقليدية إما ان تكون افقية أو رأسية.
والمقصود بها هي حركة الكاميرا في وضع أفقي ثابت ويرمز لها ب ( pan ) ومنها نوعان :
تشمل أكثر من نوع من الحركات التقليدية. ويمكن الخروج عن مساحات الكادر ولكن الأهم في حركة الكاميرا هي تحديد البداية والنهاية. يمكن رسم اللقطة في أكثر من كادر مع ترقيم بجانب رقم اللقطة بالحروف الهجائية
هذه اللقطة ( ١٧\ ٦ ) تبدأ ب 17A وتنتهي ب 17c ويمكن استخدام الاسهم في تحديد حركة الأشياء أو حركة البطل أو ما شابه.
وهناك بعض الأمور يجب أن توضع في عين الإعتبار:
وهناك بعض المصطلحات المهمة التي تستعمل للتعبير عن حركة الكاميرا:
عند رسم القصص المصورة يجب عليك أن تضع في عين الإعتبار أمور مهمة:
التكوين في فن الفيلم ليس ثابتا ابداً؛ فهي عملية تتغيير بإستمرار تنشأ عن سيطرة عناصرها الأساسية الثلاثة كما يلي:
يمكن للعناصر الأمامية الكبيرة أن تجذب أو تحول الإنتباه إعتمادا على كيفية استخدامها. يمكنك أيضا استخدام بعض العناصر لتكبير تصور الجماهير مثل الصورة الموسعة وتداخل الشخص، والأشياء مع هامش الإطار.
عندما يكون هناك حركة داخل إطار ما، فإن الصورة المتحركة تعبر عن تدفق مستمر من الصور المتغيرة، ويجب النظر في تكوين الصورة السينمائية بطريقة مختلفة عن الصورة الفوتوغرافي.
ولعل أهم عنصر أساسي في التكوين السينمائي هو قدرة الإطار نفسه على التحرك فحركة الكاميرا تمكن المخرج من تغيير وجهة نظره في لحظة معينة، والأهم من ذلك، أنها تمكن المخرج من تغيير طابع الصورة، كما يتطور العمل ببساطة عن طريق تحريك الكاميرا داخل وخارج الإطار.
استخدم صناع الأفلام الجدد التكوين بكامل طاقته، ويبدو أن مفهوم الصورة المتغيرة يصعب تنفيذه لأنه ينطوي على العناصر الأساسية الثلاثة للتكوين، التي يجب التحكم فيها جميعا في وقت واحد.