التنظيم والترتيب الجيد للعناصر، وكذلك إيجاد العلاقات بين العناصر المختلفة مثل ( الصور- الكتابات- الرسوم... وغيرها) تتطلب من المصمم أن يكون على دراية بالأنظمة البنائية للتصميم ( Structure Layout). وهذه الأنظمة تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم العلاقة بين الكتل والفراغات لإخراج الشكل الأمثل للتصميم؛ ليكون مناسبًا وجذابًا بصريًا ووظيفيًا.
وتنقسم هذه الأنظمة إلى 7 أنظمة مختلفة، ويمكن عمل تدخلات بينهما للحصول على نتائج متعددة في تنظيم العناصر داخل التصميم. وهذه الأنظمة تتمثل في:
وسوف يتم شرح كل نظام من هذه الانظمة على حدة
النظام المحوري موجود حولك في الطبيعة ويمكن أن تراه في الأشجار والنباتات المختلفة. انظر إلى الأشجار وسوف تجد أن هناك خط محوري في المنتصف والفروع على جانبي هذا الخط.
تعريف النظام المحوري هو وضع العناصر المختلفة على جانبي الخط الرئيسي سواء كان هذا الخط وهميًا أو من ضمن عناصر التصميم.
قد يكون الخط المحوري على هيئة مستقيمة أو متعرجة أو منكسرة. ويمكننا وضع هذا الخط في المنتصف أو على جانبي الصفحة، ثم نضع بعدها المحتوى على جانبي الخط بشكل يجعل التصميم جذابًا ولافتًا للانتباه.
وعند استخدام الخط المحوري يجب أن تراعي أسس التصميم المختلفة أثناء ترتيب وتنسيق العناصر، فمثلًا يمكننا تكبير بعض الكلمات وتصغير البعض الآخر لترتيب أهمية المعلومات التي ترغب في توصيلها من خلال التصميم.
ينقسم النظام المحوري إلى نظام محوري متماثل (Symmetrical)، والنظام المحوري غير المتماثل (Asymmetrical).
وفي النظام المحوري المتماثل يتم ترتيب العناصر على جانبي المحور الرئيسي بشكل متماثل، لكن هذه النوع يصيب المُشاهد في أغلب الأوقات بالملل.
أما في النظام الغير متماثل تُرتب العناصر على جانبي المحور بشكل غير متماثل، فيشعر المُشاهد بالتنوع وتتحرك عينه في التصميم بأكمله. وهنا يكون التصميم أكثر جاذبية.. وهذا النظام هو الأكثر استخدامًا في التصميم لكثرة الاحتمالات والأفكار فيه.
لرؤية بصرية أفضل للمعلومات داخل التصميم يتم تغيير حجم العمود على جانبي المحور الرئيسي؛ لأن الأعمدة ذات الحجم الصغير تنظيم المعلومات فيها يكون صعب القراءة، بينما الأعمدة التي تتسم بالحجم الكبير تمنحنا مساحة أكبر لتنظيم المعلومات وتكون أسهل في القراءة.
عندما تتغير زاوية المحور الرئيسى تمنحنا احتمالات كثيرة فى توزيع وتنظيم العناصر مما يعمل على زيادة الحركة داخل التصميم.
تأثير المحور الرئيسي يعتمد على مكان وضعه في التصميم، وهذا بدوره يمنحنا الفرصة في عمل تصميمات مبتكرة. إذا وضعت المحور في مركز التصميم سوف يمنحك التصميم احساس بالثبات، أما إذا قمت بوضعه خارج المركز على اليسار أو اليمين سوف يقسم الفراغ بطريقة أكثر جذبًا للانتباه. لكْن إذا وضعت المحور والعناصر بشكل قطري أو بزاوية دوران محددة سوف تمنحك احساسًا بالحركة.
استخدام الأشكال المجردة مثل الأشكال الهندسية البسيطة ( المثلث – المربع – الدائرة....) يمنح التصميم الجاذبية المطلوبة. كما يساعد على لفت انتباه العين لبعض الأجزاء في التصميم؛ من أجل التدرج البصري والتوازن بين العناصر المختلفة.
أحيانًا نُظهر الخط المحوري في التصميم، وأحيانًا آخري يكون وهميًا، لكننا نشعر به من خلال تنظيم العناصر في التصميم. وليس شرطًا أن نرسمه بأنفسنا؛ لأنه يمكن أن يكون على هيئة جانب من جبل أو جانب من مبنى أو شكل مرسوم.
من أكثر الأشياء تعبيرًا عن النظام الإشعاعي شكل الشمس وأشعتها، وكذلك يمكن أن نرى هذا النظام في إطارات السيارات وقناديل البحر. يمكنك إنشاء النظام الإشعاعي من خلال رسم نقطة مركزية ونضع حول هذه النقطة المحتوى بشكل دائري تمامًا كما في شكل الشمس.
لا يفضل استخدام النظام الإشعاعي في النصوص الكتابية الطويلة مثل التي توجد في الكتب؛ لأنه يسبب صعوبة في القراءة، لكنه مناسب مع النصوص القصيرة ويمنحنا زاوية بصرية مميزة. ويعتبر هذا النظام مناسب لتصميم البوسترات وتصميم المواقع التفاعلية.
هنا يتم ترتيب العناصر على هيئة مسارات دائرية حول نقطة مركزية كما هو الحال في النظام الإشعاعي.
هذا النظام لا يُناسب النصوص الطويلة الموجودة في الكتب والمجالات؛ لأنه يكون صعب القراءة. بينما يكون مناسبًا للنصوص القصيرة مثل الموجودة في البوسترات (الملصقات).
يمكنك إنشاء النظام المتمدد من خلال تجهيز العناصر من كتابات وأشكال، ثم نرسم دائرة أو عدة دوائر وفقًا للفكرة المطلوبة، وبعدها نضع الكتابات على حواف الدوائر.
يمكن أن تقوم بذلك من خلال برنامج الاليستريتور عن طريق أمر " type on a path "
من أجل المحافظة على مسافات متساوية بين الدوائر في النظام المتمدد، نقوم بتثبيت مركز الدوائر لكن نعمل على تغيير حجمها. ويمكننا أيضًا استخدام مراكز مختلفة قليلًا للدوائر ليصبح هناك اختلاف في المسافات.
لعمل مجموعات منفصلة من الدوائر من أجل الإحساس بالحركة من خلال التكوين، استخدم مراكز مختلفة للدوائر.
لتستغل مساحة التصميم الاستغلال الأمثل يمكنك تكبير أو تصغير الدوائر، ولا يوجد أدنى مشكلة إذا أخرجت جزء من الدوائر عن التكوين لتخدم فكرة تصميمك.
تمنحنا الأشكال الهندسية المجردة مثل الدوائر والمثلثات والمربعات... وغيرها، رؤية بصرية ممتازة لبعض أجزاء التصميم، وفي بعض الأحيان تستخدم لخلق التوازن بين العناصر المختلفة.
لخلق شعور بالحركة في التصميم، يمكن أن تجعل الكتابات تلتف حول دائرة ثم تغير اتجاهها وتلتف على دائرة أخري.
وجد جوزيف مولر(Josef Müller-Brockmann) وماسيو فينللى ( Massimo Vignelli) أن التصميم لابد أن يكون وفقًا لنظام ما؛ ولهذا تجد أفضل المصممين يستخدمون النظام الشبكي.
تسهل الشبكية عملية ترتيب وتنظيم العناصر مثل الكتابات والصور والرسومات في التصميم. ويُنصح بوضع الكتابات أولًا في التصميم القائم على الشبكات؛ ليكون أسهل في عملية القراءة. ويمكنك استخدام النظام الشبكي في جميع أنواع التصميمات مثل الشعارات والكتب والمجلات والبوسترات وتطبيقات الجوال والمواقع الإلكترونية ... وغيرها من أنواع التصميم المختلفة.
تبدأ التكوينات الشبكية بمقاس الصفحة أو مكان الكتابات؛ لهذا عند رسم الشبكة نبدأ برسم المستطيلات أو المربعات التي تعبر عن الكتل ( العناصر المختلفة) الموجودة في التصميم مثل الصور والأشكال مع رسم بعض الخطوط التي تعبر عن الكتابات على مقاس الصفحة.
بعد الانتهاء من رسم الاسكتش نبدأ في تحديد الإطار الخارجي للصفحة أي نبدأ في تحديد الهوامش (margins).
مثلاً إذا كنت تقوم بتصميم مجلة، ابدأ أولًا بتصغير الهامش السفلي للصفحة مع جعل الهوامش الجانبية متساوية وهكذا ... تبعًا لفكرة التصميم.
بعدها ابدأ بتقسيم الهوامش (margins) إلى أعمدة بحيث تكون مناسبة للتصميم، مع مراعاة عرض الأعمدة وحجم الكتابات داخل كل عمود حتى لا يؤثر على سهولة القراءة وتوزيع العناصر الأخرى في التصميم.
بعدها ابدأ العمل على الصفحة ككل، أي املأ كل عمود بالكتابة الخاصة به، ثم قسم الصفحة إلى صفوف ثم نسق الكتابات لتكون مناسبة لحجم التكوين.
الآن، الشبكة كاملة حيث يمكنك الدمج بين التقسيمات التي نتجت عن الشبكة للحصول على العديد من الاحتمالات من أجل توزيع العناصر بشكل مميز في التصميم.
على سبيل المثال، لو كان لديك شبكة مقسمة من 4 أعمدة و 5 صفوف سوف ينتج لك 20 وحدة جاهزة للاستخدام ويمكنك الدمج بينهم للحصول على احتمالات متنوعة.
الهدف الأساسي من النظام الشبكي هو تنظيم المعلومات بشكل مناسب من خلال تكرار الوحدات الرأسية والأفقية المكونة للشبكة (في أغلب الأحيان تكون المربع) لنحصل على نسب متساوية ومنتظمة لعمل تكوين بصري فعال ومريح للعين.
إذا حللت الشهادات والوثائق والاستمارات سوف تجد النظام المزدوج، في هذا النظام ستضع الكتابات على جانبي خط محوري رئيسي، ويكون هذا الخط في منتصف المحتوى ليعطي إحساسًا بالكلاسيكية والاستقرار، لكْن لا تتجاوز الحد في استخدام هذا النظام؛ لأنه سوف يمنح المُشاهد احساس بالملل.
ويعتمد هذا النظام على فكرة التوازن المتماثل، وبالطبع ترى هذا النوع كثيرًا في الطبيعة في الحشرات مثل الفراشات.
ابدأ من خلال رسم اسكتش فيه خط محوري رأسي أو مائل وارسم بعض الخطوط الأخرى التي تعبر عن المحتوى.
يمكننا عمل إزاحة للكتابات أعلى وأسفل الخط المحوري مع الحفاظ على التوازن المتماثل.
لا يعني أن تكون الكتابات في منتصف الخط المحوري، أنها سوف تكون في منتصف الصفحة دائمًا. لكن يمكننا عمل إزاحة للكتابة أفقيًا على يمين أو يسار الصفحة.
لتكسر الملل والرتابة الموجودة في النظام المزدوج يمكنك توزيع المحتوى على مجموعتين أو أكثر وكل مجموعة يكون لها المحور الرأسي المركزي الخاص بها.
بتغيير زاوية المحور المركزى يمكنك الحصول على احتمالات متنوعة للنظام المزدوج .
يمكنك إضافة بعض الأشكال المجردة لعمل تركيز بصرى على بعض أجزاء التصميم، وإحداث التوازن أو لتحقيق الوحدة داخل التصميم.
يتشابه النظام الانتقالي مع شكل طبقات الأرض والرواسب وأشكال الأحجار والصخور. و أكثر ما يميز هذا النظام هو الانسيابية والحرية في ترتيب العناصر المختلفة مثل الكتابات والأشكال كما أنه يُعطي الاحساس بالطبيعة.
يعتبر النظام الانتقالي نظام غير رسمي؛ لأنه لا يوجد علاقات متبادلة على طول محور ما أو حتى حافة المحاذاة. لا ينصح باستخدام هذا النظام في التصميمات ذات النصوص الطويلة مثل الكتب والمجالات، لكْن يكون مناسبًا في عمل أغلفة الكتب والملصقات ( البوسترات).
لتعتمد على النظام الانتقالي، ابدأ من خلال اسكتش سريع من خلال رسم بعض الخطوط التي تعبر عن النظام الانتقالي وينصح أن تبحث عن الصور التي تحتوي على شكل طبقات الأرض والرواسب لتكون مصدر طبيعي مُلهم لك.
يتميز النظام الانتقالي بأنه دائمًا يشعرك بالحركة؛ ليحقق الإيقاعات المرئية داخل التكوين من خلال وضع النصوص والأشكال على شكل طبقات الأرض والرواسب كما في الطبيعة.
ضع محتواك في خط مستقيم أو بشكل قطري أو بشكل مموج حسب فكرة التصميم.
يمكنك إضافة بعض الأشكال المجردة حيث تمنح التصميم تركيز بصري أكبر، كما أنه يجذب الانتباه نحو أجزاء محددة داخل التصميم، كما هو الحال في الأنظمة الأخرى.
من أقوى وأكثر الأنظمة استخدامًا وفي الأغلب نستخدم الشبكية لتحقيق هذا النظام، كما أننا نعتمد على هذا النظام لتكرار الوحدات وتوزيع المحتوى داخل التصميم. ومن أشهر الأمثلة على هذا النظام في الطبيعة هو شكل خلايا النحل.
والوحدات المستخدمة في هذا النظام هي الأشكال الهندسية المختلفة مثل ( الخطوط والمربعات والدوائر.....) كما يمكننا استخدام هذا النظام في معظم أنواع التصميمات مثل تصميمات المواقع والبوسترات المختلفة والكتب والمجلات.
يتشابه مع النظام ذو الوحدات النظام الشبكي؛ لأنه يشمل على عدد من الخطوط الأفقية والرأسية التي تكون الوحدات التي تعطي الكثير من الاحتمالات لتوزيع العناصر التايبو جغرافية بطريقة فعالة.
ابدأ بتكرار بعض الوحدات التي تتناسب مع فكرة التصميم، مثلًا يمكنك استخدام المربعات والتي تشبه في ترتيبها الشبكية، أو يمكننا استخدام الدوائر أو حتى نستخدم أي شكل آخر. قم بتكرار هذه الأشكال بنفس الطريقة لتكون مثل شبكة، وبعدها استخدمها في توزيع عناصر التصميم.