يحتوي التراث العربي علي الكثير من الأنماط والتي تعبر عن الحضارات المختلفة، لذا كانت مهمتنا في بيانات أن نظهرها ونركز عليها من خلال التصميم لنوضح السمات المميزة لكل منها.
تتطور الحضارات على مر العصور، ويتبعها تتطور في شتى المجالات منها تطور الأنماط لكل حضارة تبعًا لثقافتها. وقد بدأت فن الزخارف الإسلامية في القرن الثامن الميلادي ، التي سبقتها كل من الحضارة الإغريقية والرومانية والساسانية في إيران، لكنهم ابتكروا ما هو جديد وأكدوا على كل من النظام والوحدة. وعندما ننظر إلي تلك الأعمال فإننا نتعلم منها الكثير عن الرياضيات والعلوم والثقافة الإسلامية المختلفة، وكيف أن هذه التصميمات مستمرة للتأثير على الفن والمجتمع.
اعتمدت الزخارف الإسلامية على الأشكال البسيطة مثل الدائرة والمربع… وغيرها. فظهرت الزخارف التجريدية و الهندسية المركبة بدءًا من الزخارف النباتية المعقدة إلي الأنماط المكررة بشكل لا نهائي. وعلى الرغم من ذلك التعقيد للشكل الكلي إلا أنك تجد أن الزخرفة وحدتها الأساسية بسيطة.
اخترنا في هذا الإصدار (Version) خلفية فاتحة اللون مع ألوان غامقة قليلًا للعناصر، كي نحقق تفاعل بين الخلفية والعناصر ويكون هناك تباين (contrast) واضح ومريح للعين.
يزخر التراث الفلسطيني بالكثير من الزخارف التي تعبر عن الفلكلور الفلسطيني. الزخرفة شملت نواحي كثيرة من الحياة الفلسطينية بداية من تطريز الملابس والنسيج والسيراميك حتي النحت على الخشب. وبالنسبة للفلسطينيين لم يكن غرضهم من الزخرفة هو الجمال فقط بل كان هدفهم الأساسي هو التعبير عن عاداتهم وتقاليدهم ومقدساتهم.
أما بالنسبة للجزء الذي استلهمناه من التراث الفلسطيني فهو يعتمد في زخرفته على الزخارف الهندسية المركبة، والتي تشتمل علي المربع أو المعين أو المستطيل المفرغ في بعض الأجزاء ويتم تكراره بطريقة محددة لإنتاج ما يعبر عن التراث الفلسطيني.
تأثر الفن القطري بالفن الإسلامي والدليل على ذلك تلك الأنماط والزخارف التي نجدها أنماط هندسية خاصة بالعالم الإسلامي.
وعندما استوحينا منها نمطًا وجدنا أن كل وحدة تتكون من دائرة داخل مربع مقسمة إلى ثمان أجزاء متساوية، مرسوم فوقها زوجين من الخطوط الإنشائية.
تتميز بأنماط يغلب عليها الطابع الآشوري. البعض منها قائم على أشكال هندسية كالمربعات والمثلثات والنجوم، والبعض الآخر قائم على أشكال مركبة من عِدة أضلاع وزوايا، وآخر يعتمد على أشكال دائرية ومشتقاتها كالخطوط المنحنية والملتوية والمقوسة.
لذا استوحينا هذا النمط من المبادئ التي تقوم عليها الهندسيات الزخرفية والتي تعتمد بشكل أساسي على الدمج بين الخط الهندسي الذي يعبر عن الكتلة ويتميز بالحيوية، و الخط اللين الذي يدور في حدود مساحات الزخرفة فقط ولا يخرج عنها مما يشعرك بالاستمرارية.
تتفرد بوجود الزخارف الخشبية والنقوش المستوحاة من العصر المملوكي والتي تعطي صورة حقيقة للتراث اللبناني وأصالته، كما أنها تعبر عن مدى الإبداع والمهارة التي تتميز بها الأيدي اللبنانية.
و استوحينا منها الزخارف ذات المثلثات المتقابلة، وهذا النمط قائم علي شكل سداسي منتظم ومقسم إلي ستة أجزاء متساوية كل جزء فيها يحمل مثلثين متقابلين.
في العصر العثماني شهدت تطور معماري وفني، وتميزت المنجزات المعمارية الدينية بمميزات أُطلق عليها الفن المعماري الشعبي في ليبيا " المعماري العفوي التلقائي" أو " المعماري الريفي التلقائي". وهذا النمط لم ُينشأ من قِبل متخصصين في مجال الهندسة إنما كان نتيجة تلقائية لنشاط كل الجماهير الذين لديهم تراث مشترك.
وهذا النمط اعتمدنا فيه على المثلثات متساوية الساقين، وعناصر أخرى كالحلزون والدوائر والخطوط المنكسرة والمنحنية.
الأبواب والنوافذ تشهد على َتميز الأنماط التي تقوم على الأشكال الهندسية البسيطة مثل الدوائر والمربعات والمثلثات والخطوط المتقاطعة.
عندما فكرنا في الاستلهام من النمط السعودي جمعنا تلك المكونات الهندسية سويًا ثم قمنا بتكرارها.
تشتهر بالمخطوطات والفن المعماري والرسم الجذاب المُستلهم من التراث الدمشقي والأنماط الهندسية المتداخلة بعناية شديدة وحرفية واضحة في وحدات زخرفية مُركبة، فنري التداخل في هذا النمط بين الأشكال الرباعية وتكرارها في شكل يعبر عن الحضارة والتراث العماني.
تستلهم السودان زخارفها الشعبية من النوبة والتي تركز على وحدات الزخرفية الهندسية مثل المربعات والدوائر والمثلثات والخطوط المنحنية والمنكسرة، كما أنها تعتمد على وحدات زخرفية طبيعية مثل الأشكال الآدمية ذات أوضاع تعبيرية لكنها رُسمت بآليات هندسية أغلبها منحنيات.
الزخارف السورية تأثرت بالوحدات الزخرفية الطبيعية خاصةً تلك الزخارف النباتية التي تعتمد على وحدات زخرفية بسيطة وليست مركبة مثل الزهور وأوراق الشجر، وهذا يدل علي الطبيعة الساحرة التي تتميز بها سوريا والتي استلهمنا منها هذا النمط.
استوحينا منها الأنماط التي تتميز بتداخل الأنماط الطبيعية مثل الأنماط الحيوانية، والأنماط الهندسية كالمضلعات والخطوط بأوضاعها المختلفة... لكن ما يميز الزخرفة العراقية أنها تحاكي فترات زمنية قريبة مازالت عالقة في الأذهان مما يمنحها نقطة إيجابية لأنها تحاكي مخزون الذاكرة القريب لدى أغلب الناس.
تعتمد زخارفها على الأشكال المركبة من عِدة أضلاع وزوايا، وهناك ما يرتكز على أشكال دائرية ومشتقاتها نتيجة لتأثرها بالزخارف الإسلامية.
بالنسبة للنمط الذي فكرنا فيه هو تكرار خماسي الشكل و يعد من أصعب الأنماط في التكرار لأن تلك المضلعات الخماسية لا تشغل السطح بإنتظام لذلك تضاف بعض الأشكال إليه لتجعله سهل التكرار.
الأنماط المغربية تعتمد على عناصر نباتية وهندسية وعناصر خطية. وتقوم على مبادئ التكرار والتماثل والتقابل حتى تخلق ترابط بينها وبين الأنماط الإسلامية؛ لأنها لم تتأثر بالأنماط الاسلامية بشكل كبير كما أن تطورها كان بطئ نوعًا ما مقارنة بها.
وعند اختيارنا قمنا بالتوفيق بين الطراز الإسلامي المطور كالزخارف النجمية ذات الستة فصوص وبين الزخارف المجردة وهي زخارف حديثة تعتمد على التركيب غير المنظم.
المساجد والقمريات، والمنسوجات والأزياء والخناجر جميعها تشتمل على العديد من الأنماط المختلفة، وهذا يدل على مدى اهتمام الشعب اليمني بالمحافظة علي تراثه، و تسجيله في أكثر من موضع. و الزخارف في اليمن توجد على هيئتين، الأولى النباتية المتمثلة في الأوراق والزهور وعناقيد العنب. والثانية هي الهندسية التي تحتوي على الأشكال المثلثة والنجمية.
لذا فكرنا في الاستلهام من التراث اليمني بعض الأنماط، واخترنا النمط الذي يعتمد على وحدات نباتية بسيطة.
المآذن والقباب والعقود وغيرها من المباني تزخر بالأنماط التونسية التي تعبر عن تراثها العريق وحاضرها المتجدد، وتميزت تلك الأنماط بأنها منمنمات نبعت من مدينة تلمسان المليئة بالإرث الحضاري الإسلامي. تلك المنمنمات هي رسومات تصغيرية تستخدم لتزيين المخطوطات القديمة وتتميز بألوانها الزاهية وهي تجمع بين الزخارف الهندسية والنباتية.
الزخارف الشعبية أغلبها زخارف هندسية تعتمد على المضلعات الرباعية مثل المعين والمربع والمستطيل في نمنمات صغيرة كما في النمط والعلاقات الخطية الناتجة عن تلاقي بعض أنواع الخطوط المستقيمة.
تأثرت الزخارف المصرية بالحضارات التي تكونت بها، لذا تجد الكثير من الزخارف الإسلامية والفرعونية في جميع الأنحاء، من المعابد والقصور والمساجد ...وغيرها.
وعندما فكرنا في تصميم نمطنا، استلهمنا من الزخارف الفرعونية التي تعبر عن مصر وسماتها، تلك الزخارف تشتمل على زخارف نباتية وعناصر آدمية وبعض المعالم الفرعونية إلي جانب الوحدات الزخرفية البسيطة.
تحتوي الأبنية الحضارية التي شيدت عبر الحقب التاريخية المتتالية علي عناصر الزخرفة والرسومات والنقوش؛ ويرجع ذلك إلي الأمم المتنوعة التي عاشت في الأردن والديانات المختلفة التي ظهرت فيها، ويتجلى ذلك في النمط الذي اخترناه حيث يشتمل على وحدات زخرفية مركبة تتمثل في أشكال هندسية متداخلة ومترابطة مع بعضها.
تعتمد على مزيج من الوحدات الزخرفية الهندسية التي تتكون أغلبها من الدوائر، والوحدات الزخرفية النباتية كالزهور و ورق النباتات وتم الدمج أيضًا مع الخطوط الهندسية المعبرة عن الكتلة كما أنها تعطي إحساسا بالحيوية والحركة لأنها تجعل من ينظر إليها يغوص داخل المساحات والخط اللين المنحني الذي يدور في حدود مساحات الزخرفة فقط ولا يخرج عنها مما يمنحه إحساس بالاستمرارية.
في تلك النسخة اخترنا خلفية داكنة اللون مع الألوان الفاتحة لتحقيق التفاعل بين الخلفية والعناصر ويكون هناك تباين مريح للون.
في بيانات نؤمن بأهمية إبراز القيم الثقافية والجمالية للحضارات العربية، لذا لم نكتفي فقط بإبراز هذه الأنماط من خلال العمل الرقمي فقط بل أردنا أن نضفي عنصر الواقعية عليها، لأننا ندرك أن قيمة أي شيء تأتي من خلال العمل الملموس؛ لهذا السبب أنشأنا ورشة لعمل الأنماط السابق ذكرها يدويًا.
ولأننا نهتم دائمًا بمشاركة أعمالنا معكم، قمنا بتصوير بعض اللقطات من داخل الورشة التي قمنا بها. فالبداية كانت مع اسكتشات بالقلم الرصاص والمسطرة والفرجار لرسم الأنماط، وبعدها قمنا بنسخها على ورق الكانسون وبعدها قمنا بتفريغها وركبناها وجمعناها لإخراجها بشكلها النهائي.