السلوك البشري في الأغلب معقد ويصعب فهمه أو التنبؤ به، لكن مع التطور التكنولوجي والبيانات التي نجمعها أصبح الأمر سهلًا ؛ لأنها تمكننا من الإقتراب منه أكثر بشكل أشمل وأعمق. وكما يقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة التحليلات اتش آي كيو " HIQ" دارين كابلان "Darren Kaplan" عندما تفهم السلوك البشري، يمكن أن تحسن فرصك في نجاح عملك التجاري.
لذا وجه BJ Fogg هو وفريقه أبحاثه لدراسة السلوك البشري وكيف يمكن أن يؤثر على تحقيق أهداف العمل، كما أنه أجاب على السؤال الذي يشغل بالنا دوماً وهو كيف يمكننا تشكيل السلوك البشري؟ … لذا ركز على أساليب خلق العادات وتبين ما يسبب السلوك.
ومن خلال نموذجه يظهر أن هناك ثلاث عناصر يجب أن تتلاقى في نفس اللحظة من أجل حدوث السلوك وهي الدافع و القدرة و الزناد. وعندما لا يحدث سلوك فبالتأكيد واحد من هذه العناصر الثلاثة مفقود. وأوضح ذلك من خلال معادلة بسيطة وهي :
تجد في بعض المواقع والمتاجر الموجودة على الإنترنت بالرغم من تصميمها الفريد أن هناك بعض من المستخدمين لا يقومون بالإجراء المطلوب منهم مثل شراء منتج ما أو تحميل كتاب إلكتروني أو مشاركة محتوي الموقع، لذا نموذج فوج يعتبر أداة قوية تساعد علي تحديد وفهم لماذا لا ينخرط المستخدمون في السلوكيات المطلوبة من وجه نظر نفسية. مما يساعد أصحاب المواقع على تجنب المشكلات التي تواجه المستخدمين من خلال:
هو المحرك الرئيسي الذي يعمل على الإقناع والحصول على رد الفعل المطلوب...فهو يدفع المستهلك نحو إجراء محدد مثل عملية شراء أو تحميل كتاب إلكتروني أو قد يكون الإشتراك في نشرة إخبارية أو أمر يؤدي في النهاية إلي تحقيق العائد علي الاستثمار ROI… ويقوم الدافع على ثلاث عوامل وهي:
بعض الأفعال تمنحنا الشعور بالسعادة وبعضها بالألم، لكننا ننجذب نحو ما يمنحنا السعادة. ويعتبر هذا هو المستوى المادي للدافع، فهو دافع فوري، فنحن نستجيب لما يحدث في الوقت الراهن.
يشكل المستوى العاطفي للدافع، وهو يتشكل من الأمل والخوف ويمثل الأمل الحافز الأقوى، فمثلا إذا كان لدي جمهورك مشكلة ما وموقعك يقدم لهم الحل، بالطبع سيشتركون معك.
المستوى الإجتماعي للدافع، وهو يمثل القبول أو الرفض الإجتماعي وهو يؤثر علي كل شيء فجميعنا نسعي نحو الشعور بالإنتماء وتجنب الرفض.
هنا يشير فوج إلي قدرة الشخص إلي القيام بمهمة ما، بمعنى هل الأمر بسيط أن يقوم به الشخص في الوقت المناسب.. وتتحد القدرة بناءً على خمسة عناصر:
يكون المستهلك لديه القدرة على القيام بسلوك ما إذا كان هذا السلوك يكلف القليل من المال على عكس السلوك الذي يتطلب استثمار كبير. مثلاً، يجب أن تعرف متوسط الدخل المتاح للمستهلكين المتصفحين لموقعك، هل الأمر سهل بالنسبة لهم إذا تم إضافة المزيد من المال للشحن أو الضرائب؟ .. لابد أن تدرس سلوك المستهلكين تجاه ذلك لأن ربما تجعل هذه الأمور من الموقع أكثر تعقيدًا و صعوبة بالنسبة لهم.
الأفضل ألا يستغرق السلوك الكثير من الوقت حتى لايقوموا به في النهاية. على سبيل المثال، بالنسبة للموقعك هل يستغرق المستخدم الكثير من الوقت في تصفح المنتجات والخدمات والتعرف عليها، إذا كانت الإجابة بنعم ، عليك أن تحسنه؛ لأن المستخدمين لا يريدون قضاء مزيدًا من الوقت في التصفح عما يبحثون عنه.أيضًا إذا كان المستخدم يطلب من موقعك منتج ما، كم عدد الحقول التي يملأها كي يحصل علي المنتج، لا تطلب الكثير من المعلومات والتي في الأغلب تكون غير ضرورية والتي تزيد من صعوبة عملية التسجيل حتى لا يلغي العملية في النهاية.
هل يفكر المستخدم كثيرًا أثناء تواجده علي موقعك؟ ..إذا كان الأمر كذلك حاول أن تجعل الأمر سهلًا وبديهيًا بالنسبة له ، لا تجعله يفكر كثيرًا ووضح له تفاصيل المنتج، كالسعر والحجم…إلخ.
السلوك الذي يتطلب جهدًا بدنيًا أقل يكون أكثر قابلية للتنفيذ، مثل الأمر الذي يتطلب عدد أقل في النقرات.
اجعل السلوك الذي يقوم به المستخدم وكأنه شيء ضمن روتينه اليومي وليس أمرًا جديدًا عليه، حتى يكون من السهل القيام به. لأن المستخدمين أكثر عرضة للانخراط في السلوكيات الروتينية والمألوفة، لأنك إذا طلبت منهم أن يفعلوا شيئًا لم يقوموا به من قبل، توقع منهم المزيد من المقاومة .. هناك دائمًا راحة في الألفة.
هو ما يخبر المستخدم عن الفعل محدد عليه القيام به، فهو الشيء المثير والهام الذي يدفع المستخدم إلي القيام بعقد صفقة أو تحميل كتاب إلكتروني أو التسجيل في دورة تدريبية مجانية. ويعتمد على ثلاث عناصر وهم :
يكون القدرة عالية ولكن الدافع منخفض...مثلًا إذا كنت تمتلك المال الكافي لشراء منتج ما لكن ليس أي هناك أي دافع لشرائه، من الممكن أن تدفعه لشرائه بسبب الخوف أو النجاح أو السعادة أو أنه يحسن من حياته…. إلخ.
هنا يمتلك الشخص الدافع لكن ينقصه القدرة على الشراء...أي أنه يرغب في شراء المنتج أو الخدمة لكنه لا يملك المال الكافي لذلك… وهنا يأتي دورك في جعل الأمر يبدو سهلًا له كتخفيض تقوم به أو إلغاء مصاريف الشحن.
عندما يكون كل من الدافع والقدرة عاليين، لكن ينقصهم الشرارة لبدء الأمر. أي أنه يملك القدرة والدافع للشراء، كل ما عليك هو تذكيره بأهمية الشراء بالنسبة له.
بالطبع تعرف أن السلوكيات تختلف من شخص إلي آخر، لذا في كل مرة عليك أن تدرس سلوك الشريحة المستهدفة، وتحدد ما هي السلوكيات التي تريد تغييرها لديهم أو تريد زرعها فيهم حتى يبدأ منتجك أو خدمتك في جذب انتباههم.
ونظرًا اختلاف السلوكيات والدوافع والمعايير، سهل Fogg الأمر من خلال شبكة السلوك والتي تصف 15 طريقة يمكن من خلالها تشكيل السلوك.