في معظم الشركات التقليدية التي تتبع منهج ماجستير إدارة الأعمال، ستجد مدير الموارد البشرية يجلس معك بعد التحقق من سيرتك الذاتية، ليسألك عن خبرتك في المجال، و الراتب المتوقع الحصول عليه بناءً على وصفك الوظيفي.
سوف يسألونك كذلك الأسئلة النموذجية المعروفة مثل " كيف ترى نفسك خلال الخمس سنوات القادمة؟" …. وغيرها من الأسئلة. بعد مرور بعض الوقت قد تحصل على مكالمة هاتفية أو بريد إلكتروني لتعرف نتيجة المقابلة سواء بالرفض أو القبول.
بعدها تحصل على مكتبك، وتتعرف على برنامج التوجيه النموذجي (orientation program)، وتحصل على العديد من المهام ويُحدد لك المواعيد النهائية لكل منها. تهانينا، لقد حصلت على وظيفة!
لكن هذا ليس ما نفعله في بيانات.
اللاعبون هم أهم شيء لدينا في الداخل؛ لأنهم أعمدة ثقافتنا. كان بإمكاننا اتباع طرق التوظيف التقليدية، لكننا لا نريد "موظيفين" بل نريد تكوين "أسرة" يفهمون ثقافتنا و يشاركوننا نفس المعتقدات والأفكار والرؤى.
لا يتطلب تعيين موظف جديد سوى معرفة واختبار الأمور التقنية التي يمتلكها، لكن انضمام فرد جديد إلى الأسرة يتطلب المزيد من البحث عن القيم والمبادئ التي يتبناها. أثناء المقابلات التي أجريناها، كنا نبحث عن أفراد متوافقون مع ثقافتنا.
تشبه المقابلات التي نجريها المحادثات الصغيرة، حتى أننا لا ننظر إلى سيرتك الذاتية أو نسألك بشأن الأمور التقنية. نهتم فقط بمدى تشابه الرؤى والأفكار وكذلك الأشخاص الذين لديهم شغف بالتعلم.
لديك الحرية الكاملة في طرح أي سؤال يخطر ببالك، وقد نطرح عليك بعض الأسئلة حول شغفك أو مجال اهتمامك. لماذا اخترته؟ كم عدد الكتب التي قرأتها في هذا المجال؟ وما الذي شكّل معرفتك؟ هل كان كل شيء يتعلق بالخبرات العملية أم أنك بذلت بعض الجهد في القراءة والبحث وتعلم المزيد حولها؟ وإذا كانت مجرد بداية، فسوف نود معرفة المزيد عن "أسباب" دخولك هذا المجال، ولماذا الآن على وجه التحديد؟ ولماذا لم تبدأ منذ عامين مثلًا ؟
من خلال هذه الأسئلة سوف نتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل. ستتعرف على ساعات العمل والقيم التي نتبناها وماذا نفعل بالتحديد، وسنتعرف على شخصيتك كذلك.
بعد إجراء هذه المحادثة الصغيرة، يمكنك الانتقال إلى مكتبك وتشغيل جهاز الكمبيوتر وبدء الفترة التجريبية معنا. خلال الأسبوع الأول، يبدأ الأشخاص في تكوين انطباعات حول المكان والجو العام للعمل، وإما أن يجدوا أنفسهم وينجحون في الانخراط مع المجموعة أو يجدون التجربة مختلفة تمامًا عما توقعوه.
في تلك الحالتين، يكون الخيار في أيديهم، سواء كان ذلك بالانغماس في ثقافة المكان واحتضانها أو ببساطة ترك المكان لشخص آخر. كانت هناك العديد من الحالات التي وقع فيها المتقدمون في حب ثقافة بيانات، ومع ذلك لم يتمكنوا من البقاء لفترة طويلة فيها واختاروا التعلم والمغادرة.
إذا واجهتك مشكلة ما أو تريد إنجاز أحد الأمور في عملك بطريقة محددة، لا تقم فورًا بالبحث عن أشخاص لتوظيفهم وضمهم إلى فريقك لتُنهي هذا الصداع إلى الأبد. ابحث عن طريقة أخرى أكثر فاعلية، فأنت لست بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص لنجاح أعمالك. إذا لم تجد أي طريقة أخرى أمامك، فكر في التوظيف. ولكن يجب أن تعرف بالضبط مْن الذي يجب أن ينضم إلى الفريق، وما هي الآلام التي تتوقع أن يقوم بإزالتها.
فكر في المتاعب التي سوف تتعرض لها داخل فريقك، أو اختلاف الآراء التي ستواجهها وكيفية تكيفهم مع الثقافة، والوقت الضائع الذي قد تجلبه عمليات التوظيف الجديدة. لذا فإن توظيف أشخاص جدد هو دائمًا قرار استراتيجي يتطلب إجراءات مدروسة.
وظف أشخاص من ذوي المواهب المتعددة الذين يمكنهم القيام بأشياء مختلفة.
ضع في اعتبارك، أن مراجعة السيرة الذاتية لشخص ما تختلف عن معرفته في الحقيقة.
عندما يصلنا أي مشروع جديد من خلال فريق المبيعات، فإن أول ما نقوم به هو معرفة جميع الأشخاص المتاحين في جميع خطوط الإنتاج وتخصيص فريق مسؤول عن هذا المشروع.
استنادًا إلى متطلبات المشروع، نجمع أشخاصًا من المجالات المختلفة الذين سيعملون على المشروع، ليكون هناك رؤى مختلفة لعقد اجتماع تعاوني مبدأي. تتنوع الآراء والخبرات ووجهات النظر فيه وهو عنصر أساسي للنجاح. عند اختيارنا للفرق، لا ننظر فقط إلى الأشخاص المتاحة ولكن نضع في اعتبارنا المؤهلات و العقليات المختلفة التي تعزز من الأفكار وتدعم المشروع وتعمل على نجاحه.
في بعض الأحيان يكون من الصعب التعامل مع كل الرؤى والأفكار والاقتراحات المختلفة، نظرًا لأن كل مجموعة سوف توجه المشروع تجاه منظورهم ومجالهم، على الرغم من هذه الاختلافات، نتفق في النهاية على ما هو في صالح المشروع.
لكي يحقق المشروع نجاحًا هائلاً، يجب عليه تلبية احتياجات المستخدم النهائي، وليس ما يراه المطورون أو فريق التصميم مناسبًا.
القسم الوحيد الذي يكون رأيه أكثر أهمية هو قسم الأعمال التجارية؛ لأنه أكثر دارية بما يحتاجه المشروع من ناحية النجاح والإيرادات. لذا قبل أن ننتقل إلى مرحلة التصميم أو البرمجة، نجد أن من مسؤوليتنا التحقق من نموذج العمل وهل يتمتع بالاستدامة مع مرور الوقت أم لا.
إذا كان المشروع لا يتمتع بالاستدامة فإننا نقدم له الاستشارة في الأعمال التجارية لتحسين نموذج العمل، وكذلك يمكن أن نعيد تسمية المشروع بالكامل ونفكر في الهوية التجارية المناسبة له.
لا نؤمن أن المشاريع لابد أن تكون أعمال روتينية مملة. ولكن يجب أن تجد شغفك ويلمع حلمك أثناء القيام بها. اجعل الأمر بسيطًا وتحكم فيه حتى تستمتع بالعملية بأكملها. إذا كان التطبيق الخاص بك لا يثير اهتمامك؛ فهناك شيء خاطئ بالتأكيد تقوم به.
يمكننا قراءة ما بين السطور، لذلك إذا كان الفريق، الذي يعمل في أحد مشاريع العملاء أو المشاريع الداخلية، ليس في الحالة المزاجية الجيدة أولا يتعمق في التفاصيل، نشجعهم على التحدث حول الأسباب؛ لأنهم بالتأكيد إذا لم يكن لديهم الشغف الكامل تجاه المشروع؛ فإنهم يقومون بها كجزء من الوصف الوظيفي وليس لأنهم يحبوا القيام به.
إذا لم يتم القيام بالأشياء بحب وشغف، سوف يكون هناك خلل في المشروع الناتج قد ينجح لكنه لن يحقق النجاح الساحق، ولن يبقى في أذهان العملاء.
اعرف ما يجعل لاعبيك أكثر حماسة وشغفًا ووقتها سوف تنتج مشروعات فريدة.
خلال الأوقات الصعبة معظم الشركات تقوم بتسريح موظفيها؛ سواء كان ذلك استنادًا إلى نسبة الموظفين أو مراجعات الأداء أو… بأمانة، نكره هذه الأفعال.
ولهذا السبب لدينا رؤية مختلفة لهذا الجانب، وفي الواقع هى لا تتطابق مع مفاهيم العمل التقليدية؛ لكنها تتطابق وبشدة مع جانبنا البشري وعواطفنا. بمجرد انضمام أي شخص إلى عائلتنا، سيكون محزنًا للغاية أن يراهم يغادرون المكان. وفي الغالب يكون قرارهم.
كما ذكرنا سابقًا، ثقافتنا قوية تكفى للتغلب على أي سلوكيات أو تصرفات غير لائقة. وهذا هو السبب الوحيد أننا نسمح لأي شخص بالرحيل.
لينضم شخص ما إلى جامعة هارفارد عليه أن يدرس لفترة طويلة عدد كبير من الساعات يوميًا. قد يتسبب الوقت والمجهود الأقل في فشلهم في تحقيق أهدافهم. وهذه هي وهجه نظرنا.
الوقت هو أهم شيء في بيانات، أنه الكلمة الأكثر قيمة في قاموسنا، أنه عملتنا النفسية. إذا كان الناس يدفعون المال مقابل الحصول على المزيد من الوقت؛ سوف يقدرونه أكثر من ذلك. وهذا ما نؤمن به في بيانات.
وبالنسبة لنا قضاء الوقت في تعلم شيء ما أو القيام بشيء نحبه ولدينا شغف تجاهه ليس وقتًا ضائعًا. نبدأ يومنا في الساعة 10:00 صباحًا وننتهي الساعة 7:00 مساءً. يرانا البعض أننا نضحي بالكثير من الأشياء مقابل ذلك، لكننا اتخذنا قرارنا لبناء شيء رائع. لقد قررنا ألا نكون عاديين مهما كلفنا الأمر.
الأمر كله يتعلق بالإيمان والشغف، وأولئك الذين اهتموا بالوقت هم الذين تمكنوا من التعلم بشكل أسرع وأفضل. إنها معادلة سهلة بالنسبة لنا:
أن يكون المرء في بيئة عمل حرة يتطلب ضمانات. لا نقيد ساعات العمل الخاصة بك طالما كنت تركز لمدة 8 ساعات في اليوم، نكتفي بملاحظة منحنى التعلم الخاص بك ومدى التطور الذي وصلت إليه. لا يهم مستواك المهني، فهناك دائمًا العديد من التحديثات والتقنيات التي يجب تعلمها.
الأهم من ذلك، هناك مجالات أخرى يجب عليك معرفتها. في بيانات، لدينا نسختنا الخاصة من طالبي المعرفة. يمكنك اتقان مهنتك، لكن عليك أن تعرف قصاصات عما تفعله الفرق الأخرى.
هذا ما نقوله دائمًا لأي عضو في أسرة بيانات منذ اليوم الأول لإنضمامك إلينا "كن مستعدًا لتمثيلنا على خشبة المسرح". هناك الكثير من الفعاليات التي ننشئها، وكذلك مؤتمرات وفعاليات أخرى نحضرها، وسواء هذا أو ذاك، عليك أن تكون مستعدًا للحديث دومًا والحديث لابد أن يكون على أسس علمية كما نقول دائمًا في بيانات "Stay Scientific". نؤمن بمفهوم ال معًا، ونعرف جيدًا أن العرض المنفرد أصبح مملًا؛ لهذا خشبة المسرح لك.
كل شيء نتعمله نضع على عاتقنا أن نُعلمه للآخرين. وهذا هو مفهوم الضمان في التعلم لدينا؛ فبهذه الطريقة نواصل التعلم وكذلك تحديث معرفتنا ومعلوماتنا على الدوام. كما أنه يحفزنا على تقديم أفكارنا، ويشجعنا على فهم العلامة التجارية بشكل أفضل حيث لا يمكننا التحدث عن العلامة التجارية دون فهمها تمامًا.
تثير هذه الممارسة أيضًا تقدير الذات لدى لاعبينا وتدفعهم إلى المزيد من البحث؛ لأن على خشبة المسرح لا يمكن أن يفاجأ أحدهم بسؤال أو تعبير لا يعرفه، لذا يتعين على اللاعبين دائمًا معرفة مجالاتهم جيدًا.
إذا لم يتمكن أحد من قضاء إجازة لمدة أسبوع بسبب حدوث مشكلات أو تعطل المشروعات، فهناك خطأ في الطريقة التي تتم بها إدارة النشاط التجاري.
لهذا السبب نشجع الجميع في بيانات على معرفة ما يقوم به الآخرون. هذه هي الطريقة التي يمكننا بها ضمان شكل طبيعي من التخطيط للأعمال. ومنذ اليوم الأول، ونحن نعتبر أن كل عضو سيبقى إلى الأبد مع عائلتنا.
لدينا ملف شخصي يميزنا عن أي شركة أخرى. لاعبي الفريق لديهم شغف وحماس تجاه كل ما يقومون به داخل بيانات، حيث لا يمكنهم مقاومة التفكير في المشاريع الحالية أو المستقبلية أو حتى شكل حياتهم المهنية في الأيام القادمة.
جميع لاعبي الفريق يربطون ما بين المواضيع التي يقرؤونها والاتجاهات (الترندات) التي تظهر في مجالهم بما يقومون به. وكلما زاد تعمقهم في المعلومات أدركوا مدى نظرتهم السطحية للأمور في السابق.
كما أنهم يدركون أن اتقان المجال الذي يلعبون فيه بشدة وباحتراف يتطلب منهم الكثير من الوقت وهم بالفعل مستعدون للتضحية من أجل ذلك.
إنهم لاعبون بارعون في مجالاتهم؛ لكنهم لا يسعون أبدًا للحصول على المال أو الشهرة. إنهم يريدون النجاح الشامل للمشروع والفائدة للمستخدمين النهائيين.
يعرفون أن قيمهم قد يتم التشكيك فيها أو التقليل منها أو اتهامها بأنها مجرد خدعة، لكنهم يتفهمون ذلك. يطمحون للتعلم ويعتقدون أنه مع كل كتاب أو منشور أو تجربة أو مغامرة جديدة، فإنهم يضيفون شيئًا جديدًا إلى شخصياتهم. يهتمون أكثر بالمجتمع وبتغيير العالم نحو الأفضل وبقدر أقل من المال والهيبة والسلطة.
Baianaters لاعبون نشطاء. سوف تجدهم يعملون في كل مكان، مما يخلق الضوضاء و الفوضى الإبداعية. يسألون عن كل شيء حتى يعثروا على الحقيقة الكاملة، و لا يستسلمون أبدًا لأنصاف الحلول.
يقوم الجميع في بيانات بأكثر شيء يحبونه في الحياة. سواء كان الأمر يتعلق بالاستراتيجيات أو التفكير في العلامات التجارية أو حتى برمجة التطبيق التالي، ولهذا تجدهم يتحملون مسؤولية كل ما يقومون به.
وبما أننا لا نعترف بوجود المديرين، نعترف فقط بوجود القادة، فأنت قائد المشروع والشخص المسؤول عن نجاحه. إذا كنت حقًا تحب ما تفعله وتبذل مجهودًا من أجل إنتاج شيء يتمتع بجودة عالية، فلا يتطلب الأمر تحديد موعد نهائي لتحفيزك؛ لأنك إذا استطعت الانتهاء قبل الموعد المتفق عليه، فستنتهي بالتأكيد بدون أن يخبرك أحد بذلك. بالطبع أنت لا تنتهي من المشروع لأنك تفضل العميل فقط، ولكن لأنك متحمس جدًا بشأن الانتهاء من مشروعك والبدء في مغامرة جديدة.
بالتأكيد لن تسرع من أداء العملية إذا استغرقت وقتًا أطول من الوقت المتفق عليه لتنتهي من المشروع وتسلمه حتى إذا كانت الجودة غير مطابقة لما تتمناه. تحديد المواعيد النهائية يمكن أن يعيق قدرة اللاعب على الإبداع وتقديم أفضل ما لديه. عدم وجود موعد نهائي يضمن أن يبذل اللاعبون قصارى جهدهم لتحقيق الهدف.
نعتقد أن إجراء المقابلات مهارة يجب على جميع اللاعبين إتقانها، وبينما تقتصر المقابلات في المؤسسات المختلفة التي تعتمد على نمط ماجستير إدارة الأعمال على المستوى الأعلى من الإدارة، في بيانات لدينا نظرة مختلفة نعتقد أن المقابلات التي يتم إجرائها يمكن أن تتم من قبل جميع لاعبي الفريق.
كما هو الحال في الأسبوع الأول، يعمل اللاعب الجديد بالقرب من باقي أعضاء الفريق. كما أنهم يحصلون على بعض الوقت معًا للحديث حول المواضيع المختلفة.
ليس الأمر كما لو أننا نُقيم هذا الشخص سراً، ولكنه بغرض الانفتاح على كل جزء من ثقافتنا وقيمنا والانخراط معنا أكثر. ونظرًا لعدم وجود مقابلات رسمية تتطلب الكثير من الكلام التقني، لذا فإن هذه المقابلات أشبه "بالمحادثات" التي يمرر فيها كل لاعب في الفريق جزءًا من معرفته وتجربته.
نجري الكثير من المقابلات كل عام، ويتشجع العديد من الأشخاص على التقدم والتعلم ولكن في منتصف العملية يفقدون التواصل معنا. وهنا نعلم أن شغفهم لم يكن مرتفعًا بما يكفي للاستمرار.
ليس لدينا أي معايير للاختيار ولا نفاضل بين الأشخاص إلا استنادًا على رغبتهم في التعلم وشغفهم بالمجال ووقتهم ولغتهم ومدى تشابههم مع مبادئنا وثقافتنا. الأمر لا يعتمد على المعرفة التقنية أو سنوات الخبرة. نحن لا نؤيد هذا.
نهتم بالخصائص الإنسانية والأخلاقية أكثر من السير الذاتية المكررة التي يتم بناؤها من خلال مواقع بناء السيرة الذاتية عبر الإنترنت التي يوضح أبرز شيء فيها "كيف يمكنك العمل تحت ضغط".
عند التقدم للحصول على أي فرصة في بيانات، إذا كنت تتشارك معنا نفس القيم، لقد نجحت بالفعل في نصف العملية. ثم يأتي الجزء الأصعب. التناسق.
بمجرد الانتهاء من المقابلة، يتم منح المُتقدم الخيارات للبدء مباشرة في تعلم طريقه داخل مقر بيانات أو بدء التعلم من المنزل. بعد يوم أو يومين، نعيد الاتصال بهم لنرى تقدمهم ونطلب منهم قضاء بعض الوقت معنا.
حتى أن بعض المتقدمين يقترحون ذلك قبل أن نطلبه منهم، وبصراحة نعتبر ذلك علامة إيجابية على حماسهم وشغفهم. يستسلم بعضهم بالفعل منذ البداية لأنهم لم يجدوا أن المجال مناسب أو يلبي توقعاتهم وأحلامهم، أو لأنهم يكرهون الدراسة واتخاذ هذا المسار الطويل من التعلم قبل الحصول على وظيفة.
وهناك قلة فقط يحصلون على فهم كامل للعبة وما هم بصدد الدخول إليه والتعرض له، على الرغم من أن البعض منهم يغادرون في بعض الأحيان، ولكن أولئك الذين يبقون في المكان هم فقط المناسبين لثقافتنا. وهذا بالضبط ما نبحث عنه.
في ثقافتنا، ليس لدينا عملاء ينتظرون الحصول على العمل المتفق عليه ويغادرون وانتهى الأمر بيننا وبينهم، لكن لدينا شركاء النجاح الذين لديهم طموحات وأهداف يسعون لتحقيقها بقدر ما نسعى، وليس أشخاص يعملون من أجل المال أو الشهرة أو الثراء السريع.
نحب العمل مع أشخاص لديهم رؤى وطموح، من يمكنهم رؤية مستقبل أعمالهم ومستعدون لتحمل المخاطر من أجل القيام بالأفضل، الذين يفهمون معنى الشراكة الحقيقية والتعاون وليس كل غرضهم عقد صفقة أو ربح المال، من يريدون الاختلاف عن السوق والسباحة عكس التيار.
شركاء يمكننا التعلم منهم و تحدى أنفسنا وتطوير مهاراتنا من خلال أعمالهم. نبحث عن هؤلاء الشركاء الذين يتطابقون مع أرواحنا. الشركاء الذين يهتمون بإضافة المزيد من القيمة للمجتمع من خلال المنتجات الأصيلة والفريدة.
في عالم الأعمال، تحاول الشركات أن تبدو جيدة أمام المستثمرين والعملاء والجمهور. يريدون أن يكونوا لامعين وأصحاب خبرة وليس لديهم أخطاء. إنهم يقومون بالعمل الخيري ويتبرعون بساعات من وقت موظفيهم لفعل الخير لمجرد قول " نقوم بمسؤوليتنا المجتمعية". واستخدم المقولة الشهيرة مثل " نقدم أفضل خدمة عملاء" في حين أنها ستتركك على الهاتف لساعات قبل أن يتعاون معك أحد، ويعرف ما هي مشكلتك على وجه التحديد.
عند هذه النقطة تأتي القضية الحقيقية، من أجل المظهر الجيد، تتظاهر بعض الشركات بأشياء لا يقومون بها ولا يعترفون بها في قاموسهم. إنرون(Enron) مثلًا - الشركة التي أفلست وتسببت في مشكلة اقتصادية في الولايات المتحدة - لديها قائمة من القيم التي لا تعني أي شيء بالنسبة لها. مثل "النزاهة" حيث تقول: نعمل مع العملاء بصراحة وصدق وإخلاص. عندما نقول أننا سنفعل شيئًا ما، سنفعله؛ عندما نقول إننا لا نستطيع أو لن نفعل شيئًا، فلن نفعل ذلك ".
في بيانات نفعل الشيء المعاكس بالضبط. لا نريد أن نكون حسني المظهر فقط أمام الجمهور، بل نريد أن نكون بشرًا. نبحث عن النقد والأخطاء في عملنا. قد نقول لشركائنا أن هناك جزء في مشروعهم لم يتم تصنيعه بشكل مثالي وعلينا إعادة تصميم الأمر برمته.
لا نهتم كثيرًا بالطريقة التي يُنظر إلينا بها، طالما أننا صادقون مع أنفسنا ونعمل من أجل مصلحة عملائنا. لا يهم نوع العواقب التي ستحدث بل الأهم أن ننجح على أساس قيمنا.حتى إذا كان هذا يعني فقدان شريك مهم أو الإفلاس؛ لأنه في مجال التكنولوجيا الإبداعية لا يمكنك إخفاء أي شيء جودته منخفضة. والأهم من ذلك، أننا نرى أن شركائنا يستحقون إخبارهم بالحقيقة. كما أنها جزء من ثقافتنا هي الشفافة وأنه لا يوجد أسرار أو حواجز حيث لا يوجد لدينا أي شيء يحدث داخليًا يجب إخفاؤه عن شركائنا.
وهذا ما نقوله للاعبين في الداخل "إذا طلب منك شخص ما أن تكذب على العميل، اذهب وأخبر العميل بالحقيقة أو شخص ما سيفعل ذلك من أجلك".
نتعامل مع المشروعات الجديدة بحماس كبير، خاصةً إذا كان مجال جديد لم نواجهه من قبل؛ لأننا نعلم أننا بالتأكيد سنتعلم شيئًا جديدًا من خلاله.
عند العمل مع شركاء جدد، نحب الاستماع إلى أفكارهم أولاً. كيف يتخيلون أعمالهم؟ ما الذي يجعل أعمالهم فريدة من نوعها، وكيف يخططون لتشغيل عملياتهم ابتداء من الآن وللسنوات القادمة؟
نفهم جميع طموحاتهم وآمالهم ونصغي بعناية لجميع احتياجاتهم، ونولي المزيد من الاهتمام للتفاصيل الصغيرة التي يصرون عليها ويعتبرونها أهم شيء يميزهم. نجمع كل هذه المعلومات ونعتبر مشروعهم مشروعنا. نقدم لهم توصياتنا وكيف نتصور أعمالهم بعد سنوات عديدة.
ثم نبدأ العمل على الحلول ليس فقط الحلول التي يبحثون عنها، ولكن ما يحتاجون إليه بالفعل. لا نوفر للعملاء فقط ما يريدون لأنه في بعض الأحيان لا يكون أفضل حل لهم، فهم ليسوا دائمًا على دراية بما هو أفضل شيء بالنسبة لأعمالهم من الناحية التقنية، ونعتبر هذا مسؤوليتنا، نعتقد أنه شيء غير أخلاقي أن نقدم لهم شيئًا لا يحتاجون إليه لمجرد أنهم طلبوا ذلك. لأن ذلك يتنافى مع ثقافتنا التي تعتمد على توعية العملاء.