إعادة اختراع العجلة والبداية من الصفر في كل مرة في أي مشروع تم العمل على شيء مشابه له سابقًا أصبح أمرًا مهلكًا، بل أن العالم الحديث لا يتسامح حول هذا الخطأ أبدًا. إذا تأملت الحياة من حولك ستجد أدلة كافية حول أهمية النمطية " modularity " وكيف أنها أرست نفسها كمعيار ملموس في كل نظام موجود حولنا.
يمكنك أن ترى النمطية بوضوح في الهندسة والعلوم والفنون والاقتصاد والطبيعة بشكل خاص. ولقد ثبت أنها مبدأ وثيق لتوليد الثبات وتعزيز الإنتاجية.
تمتد أهمية النمطية لتصل إلى البرمجة، حيث تعتبر من أفضل الممارسات التي يتم العمل بها لبناء البرامج بطريقة ممنهجة وأكثر تنظيمًا، وبالتالي يُمكن تحجيمها بسهولة أثناء البرمجة ويسهل الحفاظ عليها في المستقبل.
استخدام نفس النمط في تصميم وبرمجة المواقع يجعل المرء لا يفكر إلا في الفوائد العديدة وراء امتلاك مكونات معيارية يمكن تجميعها بسهولة - تمامًا مثل قطع الليجو - عند بناء موقع إلكتروني جديد. وجود العديد من العناصر التي تشترك في نفس المظهر والانطباع يمنحنا تجربة ممتعة ومنظمة؛ لبناء نظام ثابت يساعد على التواصل بشكل جيد بين أعضاء الفريق القائمين على المشروع، وكذلك يمنح الجمهور الذي يستقبل المشروع التجربة الفريدة التي ينتظرها.
تجعل أنظمة التصميم الأمر سهلًا عند توضيح الإرشادات المختلفة وتوفير المكونات المتنوعة للعمل مع أي نظام موحد. أنظمة التصميم تساعد على التأكد من أن كل شيء يعمل وفقًا للمخطط التنظيمي الذي تم تأسيسه استنادًا إلى عدة عوامل؛ بما في ذلك العلامة التجارية للمشروع، والغرض الذي يقدمه، والجمهور الذي صُمم النظام من أجله.
في هذا الكتاب سوف نتناول بالتفصيل الفكرة الأساسية وراء أنظمة التصميم والفوائد العديدة لوجود نظام تصميمي جيد، بالإضافة إلى تزويدك برؤى حول كيفية بناء نظام التصميم الخاص بك للحصول على عمل أكثر تنظيمًا، خاصة مع المشروعات الكبيرة التي تكون فيها الأمور أكثر تعقيدًا.